بلا ميعاد: عوض أحمد عمر
• مشاركة الهلال في بطولة سيكافا خطوة مطلوبة بحسبان أنها تأتي في إطار برنامج الإعداد للموسم الكروي الجديد وما يتطلب من مشاركات محلية وخارجية.
• البعض من عشاق ومحبي الأزرق ينتظرون انتصارات عريضة.. ولا يسعدهم إلا رؤية الهلال منتصراً.
• لكن ما يجب أن يدركه الجميع أن هذه البطولة تمثل محطة اختبار وتجريب للهلال أكثر من كونها منافسة على اللقب أو السعي لتحقيق الانتصار.
• فهي تمنح الجهاز الفني الجديد الفرصة المثالية للتعرف على قدرات لاعبيه عن قرب، واكتشاف مكامن القوة والضعف.. بعيداً عن ضغوط المباريات التي تكون نتائجها مصيرية.
• خاض الهلال في سيكافا حتى الآن مباراتين خرج منهما بتعادل أمام فريق مقديشو ثم تعادل آخر أمام الأهلي.
• ورغم أن النتيجة قد تبدو محبطة للبعض، إلا أنها بعيدة تماماً عن موجبات الانزعاج إذا وضعت في إطارها الصحيح.
• فهي مباريات إعداد وتجريب، الغرض منها هو كسر رهبة الظهور الأول لعدد من النجوم الجدد، وإتاحة الفرصة للمدرب حتى يقف على مستويات اللاعبين.
• فاللاعب الجديد يحتاج لمثل هذه الأجواء حتى يكتسب الثقة والخبرة المطلوبة.
• ومن المهم الإشارة إلى أن الهلال يشارك في هذه البطولة وهو يفتقد أكثر من ثمانية لاعبين أساسيين التحقوا بالمنتخب الوطني، فضلاً عن مشاركة النجم جان كلود مع منتخب بلاده، وغياب المهاجم كوليبالي وانتقال ثلاثة لاعبين لأندية أخرى، فضلاً عن إصابة ثلاثة من نجومه المؤثرين.
• وبات الفريق يفتقد فعلياً عموده الفقري، ويلعب بتشكيلة معظمها من اللاعبين الجدد.
• في مثل هذه الظروف، يصبح التركيز على الأداء والتجريب أمراً أهم من التفكير في النتائج.
• القيمة الفنية لمشاركة الهلال في سيكافا تتمثل في جوانب عدة، منها تمكين المدرب الجديد من تجربة وعايشة اللاعبين على أرض الواقع، بما يساعده على رسم ملامح التشكيلة الأساسية لاحقاً، إضافة إلى منح اللاعبين الجدد فرصة ذهبية للاقتراب من أجواء المباريات الرسمية، وكسر حاجز الرهبة الذي عادة ما يلازم البدايات، فضلاً عن تهيئة الفريق نفسياً وبدنياً لخوض الاستحقاقات المقبلة، سواء على صعيد الدوري الممتاز أو المشاركات الأفريقية.
• جماهير الهلال الواعية والمدركة عليها أن تنظر إلى المشاركة في سيكافا من هذا المنظار، وألا تجعل من التعادل أو الخسارة مدخلاً للإحباط أو الاستجابة لاستفزازات الخصوم.
• فالنتائج ليست الغاية، بل الإعداد المثالي هو الهدف الرئيس.
• ما يحصده الفريق الآن من احتكاك وتجارب بغض النظر عن قوة المنافسين سيكون زاداً مهماً عندما يدخل الهلال معترك المنافسات الجادة، حيث لا مجال للتجريب أو الأخطاء هناك.

آخر الكلام

• الهلال في سيكافا "ليس هناك ما يزعج"، حقيقة فالمشاركة بحد ذاتها مطلب، والاختبارات التي يجتازها اللاعبون والمدرب تشكل أرضية صلبة للموسم.
• وعندما يكتمل عقد النجوم بعودة الدوليين، سيكون الأزرق في وضع أفضل، مستنداً إلى حصيلة من التجارب التي مر بها في هذه البطولة، فضلاً عن مشاركات الدوليين مع المنتخب.
• يبقى المهم أن ينظر الجميع إلى المشاركة في سيكافا باعتبارها محطة إعداد.
• والرهان الحقيقي ليس على النتائج، بل على حجم الفوائد الفنية التي سيجنيها الفريق.
• فإذا تحقق ذلك، فإن الهلال يكون قد كسب ما هو أهم.. فريقاً متماسكاً، ومدرباً يعرف كل كبيرة وصغيرة عن لاعبيه، وجماهير أكثر وعياً بأهداف المشاركة وأكثر دفعاً ومؤازرة لفريقها.
Omeraz1@hotmail.com
0 التعليقات:
أضف تعليقك