أهداف ملعوبة
عبدالمنعم محمد سيدأحمد
...........................
الهلال الغصون تتناول منو خمر ألحان
والطيور تتناشد رايق الألحان
والفروع تتمايل ميلة الفرحان
والزهور بتصفّق يرقص الريحان
وهكذا يمضي شاعر الحقيبة المبدع، وكأنه يشاهد الهلال أمامه، فتنساب كلماته لحنًا بديعًا كإبداع ترقيصات الجان كلود، وكسرات الجان السوبر صنداي، ومراوغات الجان الموريتاني أحمد سالم، وإيقاعات الجان السوداني روفا.
وحينما استبد الطرب بشاعرنا تساءل – وأنقلها بتصرّف –:
(يا هلال) مالك بتثني غصن البان؟
إنت رايق تلعب والعشوق تعبان
ولما تملّكت النشوة شاعرنا وأسكرته خمر باخوس أو البابلية، أفصح وأوضح قائلًا:
إنت بدرًا ساطع في قوام إنسان
ليك حُسن الدنيا ولي شعر حسان
يا إلهي، لله دَرُّ هذا المبدع!
والأبيات من قصيدة مطلعها:
من قليبو الجافي ولي قليبي الحان النسيم يتردد
عامل استمحان
وليعذرني عشّاق الحقيبة في التصرّف، والذي أراه زاد المعنى وضوحًا وجمالًا.
ولما كان الصويدح الغدّاق كرومة لاعب الهلال وفنان الحقيبة الأمتع ومبدع ألحانها الأروع، فقد حُقّ لنا نحن أهل الهلال أن نتحرّف ونتصرّف في كلماتها كما نشاء.
ثم إنّي هلالي يجري حب حقيبة الفن في دمي كما يجري حب الهلال.
حقًا، لقد انتشلني انتصار الهلال بالأمس على الجيش الرواندي من قنوط ورهق تتبّع أخبار السياسة والرباعية والخماسية وغيرها، واكتفيت واحتفلت بثلاثية كانت هي العطر وشذى الزهر وأطياف السحر.
وكما ظلّ يردد معظم كُتّاب الهلال الأجلاء: إن منافسة سيكافا لم تكن في يوم من الأيام مقصد خيلنا الأصيلة، ولا كانت مضاربها منتهى رحلتنا نحو بلوغ الثريا. نعم، كنا وما زالت قناعتنا راسخة بأن الفرق المشاركة في بطولة سيكافا – مع كامل احترامنا لها – ليست ندًّا لمن يُصارع أبطال القارة فيصرعها.
وحينما نشارك فيها، فإنما يكون ذلك احترامًا لدول الإقليم وجوارنا، كما نُكمل بها إعدادنا وعدّتنا للمنافسة الإفريقية الأولى. وها هي منافسة هذا العام بسيكافا تمنحنا فوق ما كنا نريد؛ إذ وجدنا فيها ضالتنا باكتساب أبطالنا روح التنافس وحيويته، كما زادت من الانصهار والتفاهم بينهم.
لا يهمّنا بعد ذلك نيل كأسها، إذ يكفينا شرف المشاركة فيها كدور من أدوار الهلال التي يجب أن يقوم بها خدمةً للإقليم ورفعًا لمستوى أنديته.
كما ظل الهلال يمارس دوره القيادي والريادي محليًا بتطوير مستوى أنديتنا، بما فيها المريخ الذي أصبح يشارك في المنافسة الإفريقية الكبرى بموجب نتائج الهلال، وكذلك المشاركة في الكونفدرالية بفريقين.
كل هذا بفضل مجهود الهلال، زاده الله رفعة وسموًّا ومكانة، وأدامه الله فرحًا لأرواحنا المجهدة، وراحةً وواحةً نستظل بها من هجير زمان أذلّنا وبعثر شملنا.
0 التعليقات:
أضف تعليقك