يبدو أننا في الوسط الرياضي قد تضاعفت فينا حمّى قصر النظر في رؤية المشاركات الخارجية، فلا فرق فيها بين المنتخبات والأندية.
أصبحنا ننظر إليها بعين المكايدة والانتماء، لا بعين الروح الرياضية، بعد أن غلبت العصبية على النظرة القومية، وكأننا في ساحة حرب نتعامل مع الأحداث حسب ما نريد أن تكون عليه، لا كما يجب أن تكون، لإرضاء رغباتنا دون مراعاة لمصلحة الوطن العليا.
المنتخب الوطني والهلال يمثلان كرة القدم السودانية على خريطة التنافس العربي والإفريقي، ومن الطبيعي أن يحدث تضارب في اختيار اللاعبين، كما هو الحال الآن، غير أن التناول الإعلامي والجماهيري لهذا الأمر اتخذ طابع الخلاف، وكأنه صراع لا مبرر له.
الحقيقة أن المنتخب والهلال يمثلان السودان معًا، ومن الطبيعي أن يكون بينهما تنسيق متبادل لتغطية النقص هنا وهناك حسب الحاجة التي يفرضها واقع الحال. فلماذا نحمل الأمور أكثر مما تحتمل؟
إن تغييب المصلحة العامة التي تخدم مسار الطرفين يعني أننا ننظر في الاتجاه المعاكس، ونقف في مربع الجدال العقيم: هل؟ ولماذا؟ وكيف؟
جدل لا يقدِّم، بل يؤخِّر، ويجعلنا نعود كل مرة جالسين في مقاعد المتفرجين. ويا ليت بعد كل ذلك أن نستفيد من المشاهدة، عسى ولعلّ أن ينصلح حالنا الرياضي.
التوافق بين المكونات الرياضية ليس بدعة، بل يمثل فهمًا إداريًا متقدمًا.
وقد تابعنا مؤخرًا تبادل اللاعبين بين الأندية لدعم صفوفها في المشاركات الخارجية، لكننا ما زلنا أسرى لنظرتنا الانتمائية الضيقة.
التنسيق بين المنتخب والهلال لا غضاضة فيه، بل هو عمل صائب، بينما الخطأ يكمن في تباعد المسافات والركون إلى الجهوية الرياضية التي كانت — ولا تزال — سبب تأخرنا.
نصارع بعضنا محليًا، فكيف ننتظر أن ننجح خارجيًا؟
شهادة أخيرة
تضارب التصريحات بين مسؤولي الاتحاد العام يعني أن كلٌّ “شايت في اتجاه”!
ونسأل عن الأخ مجدي شمس الدين: ما رأيه الصريح في الشأن الإداري داخل الاتحاد؟
أما استقبال المريخ الحافل في رواندا فيؤكد مكانته بما حققه في البطولات الإفريقية، فهو الفريق السوداني الوحيد الذي اعتلى منصات التتويج الخارجية.
وإن فُرضت عليه ظروف لا يرغب فيها، فسيعود حتمًا وتعود معه الأفراح.
وللأسف، حالت ظروف عودتي إلى أرض الوطن دون الحضور والمشاركة في تكريم أستاذنا الكبير هساي، الذي أقيم في بيت السودان بالقاهرة.
وهو حقًا أهلٌ للتكريم، فله التحية والاحترام والتقدير، أستاذنا القامة هساي.
0 التعليقات:
أضف تعليقك