وهج الحروف
ياسر عائس
خسر الهلال كأس بطولة سيكافا بهدف لهدفين في مواجهة متقلبة الأطوار لا تعكس نتيجتها حقيقة واقعها، حيث سيطر الأزرق على بدايتها وأضاع رماته عددًا من السوانح، بينما هز الخصم شباكه من أول هجمة وقد اعتمد على المرتدات.
الفوز بالكأس كان خطوة معنوية مهمة في مستهل إعداد الفريق للموسم الجديد بعد السيطرة على الساحة المحلية في موريتانيا والسودان بثلاثة صدارات، ولابد أن نستصحب خضوع الفريق لعملية إحلال وإبدال كبيرة تتطلب بعض الوقت للحصول على التجانس المطلوب، وقد خرج بمكاسب كبيرة قبل معارك التنافس الرسمي المنتظر على مستوى الممتاز والأبطال، فقد توفرت للهلال خمس تجارب ممتازة كان طابعها تنافسيًا لم يخسر خلالها إلا مواجهة التتويج.
لعب الهلال ست مباريات خلال معسكر دار السلام: واحدة ودية والأخرى رسمية، ودفع الفريق ثمن التزام دولييه بواجب وطني خلال فترة التوقف الدولي وأدائهم مباراتي السنغال وتوجو، وهو ما انعكس سلبًا على التحضير الجماعي وظهرت نتائجه في نهائي سيكافا.
خسر الهلال الكأس ولكنه خرج بجملة من المكاسب، وتعرف المدرب بصورة أشمل على إمكانات لاعبيه، ومن المؤكد وقوفه على السلبيات وأوجه القصور، خاصة وأن الوقت المتبقي قليل قبل المواجهة الأولى في تمهيدي الأبطال.
فلتكن خسارة اللقب نقطة انطلاق ومنصة لتعديل الأوتار قبل الموسم الجديد بتطبيق القول المأثور: ما لا يقتلني يقويني.
الكيد لا يصنع بطولات، وعدالة السماء تنتصر للحق، فما تعرض له عبد المهيمن كشف عن عقلية بدائية لا تعترف بالتخصص والجهود والنجاح... فعندما تسيطر الغيرة ويأكل الحسد النفوس يكون العقاب.
خرج عبد المهيمن مظلومًا فخسر الهلال، وقد يخسر إذا كان موجودًا، ولكن الظلم ظلمات... وصل العليقي إلى دار السلام لاستلام الكأس وسرقة جهود عبد المهيمن وتجييرها لمصلحته، وهو الذي كان يرفض أداء النخبة بعطبرة، وتفويت فرصة تاريخية على الهلال للجمع بين الممتاز وكأس السودان.
عندما كان الهلال يلعب النخبة ويقاتل بفرصة واحدة للفوز بها وحققها برباعية، كان العليقي في بورتسودان ولم يكلف نفسه مشقة مؤازرة اللاعبين بعطبرة، والحمد لله أنه لم يفعل لأن الهلال فاز برباعية في غيابه.
ارتكب مجلس الهلال ثلاثة أخطاء جسيمة خلال شهرين: توقيع الاتفاق مع المريخ والفشل في الدفاع عنه وإقناع الأنصار، المغامرة بمشاركة القاصر إيمانويل في سيكافا، وإقالة عبد المهيمن.
الكيد والتخبط لا يصنعان بطولات
0 التعليقات:
أضف تعليقك