بهدوء
علم الدين هاشم
لم يتبقَّ أمام القمة السودانية – المريخ والهلال – سوى أيام قليلة قبل ضربة البداية في تمهيدي دوري أبطال أفريقيا، البطولة التي تمثل التحدي الأبرز لهما في الموسم الجديد، والبوابة الأهم لاختبار جاهزيتهما الفنية والإدارية على حد سواء.
ورغم أن فترة الإعداد كانت قصيرة نسبيًا، إلا أن الناديين عملا على تعويض ذلك بالتركيز على معسكرات نوعية وصفقات مدروسة. المريخ اتجه إلى رواندا حيث يقيم معسكرًا مغلقًا، واكتفى بخوض سلسلة من المباريات الودية، مفضّلًا الانسجام التدريجي على ضغط البطولات. جاء هذا المعسكر بعد مجهود كبير بذله مجلس التسيير المؤقت في توفير الإمكانات وتدعيم الفريق بعدد مقدر من المحترفين الأجانب إلى جانب المحليين، مع منح المدرب الصربي داركوفيتش الصلاحيات الكاملة لوضع بصمته الفنية وبناء فريق أكثر تماسكًا. هذه الخطوة لاقت ارتياحًا من جماهير الأحمر التي تترقب ظهورًا مميزًا في القارة السمراء.
على الضفة الأخرى، اختار الهلال أن يكون إعداده أكثر احتكاكًا، فشارك في بطولة سيكافا مستفيدًا من قوة المباريات الرسمية لاختبار لاعبيه الجدد. ورغم أن المشاركة أظهرت بعض الجوانب الإيجابية، إلا أن الفريق تلقى صدمة في النهائي بخسارته أمام سينغيدا التنزاني بهدفين، ليهدر فرصة التتويج لأول مرة باللقب. ورغم خيبة النتيجة، قد تكون هذه التجربة مفيدة للهلال لتصحيح الأخطاء الدفاعية والبدء في دوري الأبطال بصورة أقوى.
ما يجمع الناديين هو حجم الإنفاق الكبير على تجهيز الفريقين وتوفير بيئة عمل مناسبة للأجهزة الفنية واللاعبين. هذه الاستثمارات – إذا أحسن توظيفها – يمكن أن تقود إلى نتائج حقيقية في البطولة الأفريقية، بدلًا من الاكتفاء بالمشاركات الشكلية كما في مواسم سابقة. الجماهير بدورها مطالَبة بمنح الثقة والصبر، فالمشوار القاري يحتاج إلى استقرار فني ودعم جماهيري صادق.
القمة السودانية أمام اختبار حقيقي، والمكاسب الحقيقية لن تأتي من حجم الصرف فقط، بل من حسن التوظيف والانضباط، وهو ما سيظهر بوضوح عندما يدق جرس البداية في دوري الأبطال
0 التعليقات:
أضف تعليقك