الجمعة 21/نوفمبر/2025

الفاشر... وصمة عار في جبين الإنسانية

الفاشر... وصمة عار في جبين الإنسانية
رأي رياضي
إبراهيم عوض
 
ما حدث في الفاشر ليس مجرد فصلٍ عابرٍ من الحرب، بل جريمة مكتملة الأركان في حق الإنسانية جمعاء.
لقد تحولت المدينة، التي صمدت لعامين كاملين في وجه الحصار والجوع والخوف، إلى مسرحٍ لمجازر مروعة ارتكبتها مليشيات الدعم السريع ضد المدنيين العزّل، من ذبحٍ وسحلٍ وقتلٍ وحرقٍ وإبادةٍ جماعية، وسط صمتٍ عالميٍّ مخزٍ من أولئك الذين يملؤون الدنيا حديثًا عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
كم كان صادمًا أن يلوذ العالم بالصمت، بينما الفاشر تشتعل وتُباد، ونساؤها وأطفالها يصرخون طلبًا للنجدة!
لا صوتَ خرج من عواصم "التحضر" سوى اللامبالاة، وكأن الضحايا لا ينتمون إلى الجنس البشري. لقد سقطت الأقنعة، وتكشّف الزيف الأخلاقي الذي يستر به الغرب وجهه حين تكون المأساة في أفريقيا.
في المقابل، صدحت أصوات الشرفاء من الرياضيين ونجوم الكرة حول العالم تضامنًا مع الفاشر، فكانت صيحتهم أنبل من بيانات المنظمات التي باعها العجز والازدواجية. تابعنا مشاهد التضامن الإنساني من لاعبين كبار عبّروا عن حزنهم لما جرى، مؤكدين أن الرياضة، قبل أن تكون منافسة، هي رسالة إنسانية ضد القبح والظلم والدماء.
إن ما جرى للفاشر ليس شأنًا محليًا، بل اختبارٌ للضمير الإنساني كله.
فإذا كان العالم قد صمت اليوم، فإن التاريخ لن يصمت غدًا. ستظل دماء الأبرياء وصيحات الأطفال شاهدة على أن من ذبحوا وحرقوا وسحلوا، ومن صمتوا عن ذلك، شركاء في الجريمة سواءً بسكين القتل أم بصمت الخيانة.
الفاشر ستنهض، لأن الأرض التي ترويها دماء الشهداء لا تموت، بل تُنبتُ حريةً وعدلًا وكرامةً لا تنكسر.

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار