همس الهتاف
الواثق عبدالرحمن
• لأعوام عديدة كانت العضوية في أندية القمة السودانية مصدرًا للتندّر والضحك والسخرية، فهي عضوية موسمية في غالب الأحيان، لا تنشط ولا ينشط من يحركها إلا في مواسم الجمعيات العمومية.
• وكم كان غريبًا ومستفزًا أن يكون عدد العضوية – رغم أنها مستجلبة في غالبها – ضعيفًا لا يتجاوز البضعة آلاف، رغم أن مدرجًا واحدًا لأيٍّ من ناديي القمة في أي مباراة، حتى لو كانت مع واحد من الأندية الصغيرة، يتجاوز هذا العدد بكثير.
• كان هذا معبِّرًا عن واقع مأساوي قديم، إذ إن الأندية ليس فيها ما يُغري على اكتساب العضوية؛ فلا مناشط ثقافية، ولا براحات للمؤانسة الاجتماعية، ولا مكان للأسر ترتاح فيه من عناء الكد وتستريح في ظلال عشقها الكروي.
• وأذكر مرة – أيام التحبير في حبيب البلد – أنني بعد زيارة لنادي الهلال في إحدى إجازاتي السنوية كتبت مقالًا انتقدت فيه تردي الخدمات وعدم وجود أنشطة ثقافية، فانبرى لي الأخ العزيز أحمد دولة بمقال منحه الزميل الرشيد علي عمر مساحتي ليعبِّر فيه عن ضيقه وتبرمه بما كتبت.
• إلا أنني، وللحق، تلقيت دعوة كريمة من الأستاذ أحمد دولة، مسؤول المناشط الثقافية في النادي، لاجتماع للقطاع الثقافي بنادي الهلال. وأذكر أن ذلك الاجتماع ضم عددًا من الشخصيات الزرقاء، أذكر منهم الإخوان الأعزاء: شجرابي، وصلاح الحويج، وعزيز الخير، ومن الفنانين شكر الله عز الدين.
• يومها تنادينا لإقامة ندوة ثقافية رياضية بالنادي، تشرفت بإدارتها بعد تخلف الحبيب عبد الله محمد الحسن لظرف طارئ ألمّ به.
• ولا أزال على ما رأيت سابقًا: عضوية أندية القمة لا تليق بأكبر ناديين في البلاد لا من حيث العدد ولا من حيث النوع. فهي غالبًا عضوية مستجلبة (مُحفَّزة) بضم الميم وفتح الفاء، وليست عضوية حقيقية تقدِّم لناديها وتدافع عنه.
• وأعتقد أنه، في ظل تطور الحياة والمفاهيم الرياضية، ينبغي أن يُعاد النظر في مسألة العضوية، وذلك بتهيئة مناخ جاذب وتجهيز الأندية من حيث المباني والمناشط بما يجعل النادي جاذبًا ومريحًا للأسر والأفراد.
• لا يعقل ألا تُستغل مساحات نادي الهلال في تفريد براحات للأسر والعوائل، وأن تُقدَّم خدمات الطعام والراحة، وأن تُجهَّز المواقع بما يجذب العوائل ويجعلها مطمئنة مستمتعة آمنة في دارها الذي تعشق.
• في الدول الأخرى، بما فيها الجارة مصر، فإن الأندية توجد بها مناطق مخصصة للأطفال: ألعاب، تدريب، ترفيه... بما يجعل كل أفراد الأسرة يستمتعون بأوقاتهم داخل النادي.
• تتحقق المقولة الشهيرة "عصفورين بحجر" إن تهيأت الأندية وأُحسن الترتيب والتنسيق والتجهيز بتخصيص أماكن داخل النادي وبراحات للمتعة والترفيه.
• هناك العديد من الفنانين الهلالاب الذين يمكن دعوتهم لإحياء حفلات بدخل رمزي، يساهم فيه الفنان باقتطاع جزء من الأجر لصالح عشقه، معبِّرًا عن ولائه لناديه، وفي ذات الوقت تستمتع الأسر والأفراد ويخرج الكل راضيًا سعيدًا.
• زمن العضوية المستجلبة انتهى... فهل من مجيب؟
هتاف أخير
آكشن سبورت من تقدُّم إلى ازدهار، كيف لا وربانها صديقي الحبيب إبراهيم عوض، وطاقمها يجمع بين الخبرة والدراية والأفق الرياضي الواسع.
مبروك لآكشن، مبروك لنا جميعًا.
همس الختام:
مرت سنين اتململ الخيط البلمك وانقطع رازيت حبال وعد السحاب باريتا والنفس انقطع لميت همومك بقجة في جوف العذاب لا منية لا خاطر شفع وبقيت براك تتجاذب الشوق الحنين تترقب النجم اللمع باكر تزاورك منيتك تتراوح الشوق والمتع ومرت سنين>
.......واثق ........
0 التعليقات:
أضف تعليقك