الجمعة 21/نوفمبر/2025

الشفشفة الإدارية.. اتحاد الكرة بين غياب المسؤولية وتعدد مراكز القرار

الشفشفة الإدارية.. اتحاد الكرة بين غياب المسؤولية وتعدد مراكز القرار

 

 

تعيش الكرة السودانية اليوم وضعًا شائنًا وشائكًا نتيجة لسوء إدارة اتحاد الكرة، الذي غابت عنه روح العمل الجماعي الراشد، وجافته المسؤولية والتجرد، حتى أصبحت الممارسة الإدارية فيه أقرب إلى "الشفشفة" منها إلى إدارة مسؤولة ومتجردة لأهم مؤسسة رياضية في البلاد.

لقد أصبح الاتحاد في حالة عُطل مستمر، بينما ينشغل قادته بالاجتماعات وحضور المحافل الدولية دون اهتمام بالرافعة الحقيقية لكرة القدم السودانية: النشاط الرياضي المنتظم والأندية القوية الفاعلة.

هذه السياسات الخاطئة أدت إلى حصر الكرة السودانية في دائرة أزمات متكررة تعيدها دائمًا إلى نقطة البداية، وربما إلى ما قبلها. فالغياب التام للرؤية الواضحة، وتعدد مراكز القرار، وإعلاء المصالح الخاصة على المصلحة العامة، جعل من الاتحاد جسمًا عاجزًا عن أداء مهامه بالشكل المطلوب.

ويبقى السؤال الأهم: ما هي ضوابط العمل الإداري داخل الاتحاد؟ ومن هم فعليًا المسيطرون على مفاصل القرار؟ ولماذا أصبح أكثر من نصف أعضاء المجلس ديكورًا إداريًا بلا تأثير ولا فعل؟

الاتحاد الحالي يعيش حالة غريبة، فهو مُعطل (بفتح الطاء) للنشاط، ومُعطل (بكسر الطاء) للمبادرة والاجتهاد في الوقت نفسه! فبدلًا من أن يكون أداة فاعلة لتحريك عجلة الكرة السودانية، تحول إلى عقبة كؤود تعطل جهود الأندية الساعية للارتقاء بمستواها والحفاظ على تواجدها القاري.

الأندية الجماهيرية والمقتدرة، وعلى رأسها الهلال والمريخ، تجد نفسها اليوم مجبرة على مواجهة التحديات وحدها، محليًا وخارجيًا، في ظل تراجع دور الاتحاد وتقاعسه عن أداء مسؤولياته.

واليوم، بينما يستعد الهلال لاستحقاقات خارجية مهمة، يواجه صعوبات بسبب تضارب مواقف المتحكمين القلائل في القرار، بينما يغيب الدور الأكبر الذي يفترض أن يؤديه الاتحاد تمامًا عن المشهد.

وما يزيد الأزمة تعقيدًا، أن المنتخب الوطني يعتمد بشكل شبه كامل على لاعبي الهلال، نظرًا لغياب النشاط المحلي وعدم وجود دوري منتظم يسمح بتوسيع قاعدة الاختيار، ليصبح إعداد الهلال بمثابة إعداد للمنتخب الوطني، في مفارقة مؤلمة تعكس عمق الأزمة الإدارية التي تمر بها الكرة السودانية.

وستواجه بقية الأندية المصير ذاته، ما لم يحدث تحول حقيقي في منهجية العمل داخل الاتحاد، فالمشكلة لم تعد مجرد تقصير، بل هي غياب للقيادة الفاعلة، وضعف في الإدارة والإرادة، وتعدد مراكز القرار، وغياب للفعل الجماعي الراشد.

آخر الكلم

مباراة الهلال أمس أمام كيغالي الرواندي، التي انتهت بفوز الهلال بهدفين دون مقابل، كانت تجربة مهمة للجهاز الفني لاختبار جاهزية اللاعبين، وإشراك عناصر جديدة وتوسيع دائرة الخيارات قبل المواجهات الإفريقية المقبلة.
كما شهدت المباراة عودة القائد محمد عبد الرحمن للتسجيل، في دفعة معنوية قوية تعزز من جاهزيته وثقته قبل الاستحقاقات القارية المنتظرة.

Omeraz1@hotmail.com

 

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار