ما كل راجل ساكت ضعيف، وما كل راجل متنازل مكسور.
في رجال كثيرين ساكتين، مش عشان عجز، لكن خوفًا على بيته من كلمة ممكن تهدّ، وعلى أولاده من دمعة ممكن تغيّر حياتهم.
الراجل الحقيقي ليس الذي صوته عالي، ولا الذي بيكسب الجدال، الراجل الحقيقي هو الذي بيكسب نفسه وقت الغضب، وبيكسب بيته لما الكل خسر أعصابه.
الراجل اللي يسكت وقت ما زوجته بتغلط، ما لأنه جبان، ولا الذي بيتغاضى عن كلمة قاسية ضعيف، ده راجل عنده عقل أكبر من الموقف، وشايف إن بيت العمر أغلى من انتصار لحظة.
بيسكت وهو جواه بركان، وبيضحك وهو بيتألم، وبيطبطب على أولاده علشان ما يحسّوش إن البيت بيقع، وبيشيل الهمّ في صمته علشان محدش يتأذى بكلامه.
ما كل راجل بيقدر يسيطر على نفسه لما يتجرح، لكن اللي يعرف يعمل كده هو فعلاً "رجل بمعنى الكلمة" ويستحق الاحترام.
اللي يعرف يتحكم في غضبه، ويحافظ على هدوء بيته حتى وهو موجوع، ده اللي ربنا وصفه بالحليم، مش الضعيف.
الراجل ما دايمًا محتاج تصفيق، ولا محتاج شكر، هو محتاج تقدير بسيط، نظرة تفاهم من شريكة حياته تقول له: "أنا عارفة إنك بتتحمّل علشانا".
الكلمة دي ممكن تنزل دموعه اللي واقفة على الحافة.
الراجل ما صخر، ولا آلة، ولا "سوبرمان" زي ما الناس فاكرة.
الراجل بيتكسر لما يتظلم، واللي يوجعه ويقهره إن جهده ما يُقدّر وكأن محدش شايفه، واللي يوجعه أكتر لما يتقال عليه "ما راجل" أو "ما مسئول" لمجرد إنه اختار السكوت بدل المواجهة.
الراجل اللي يختار الهدوء، مش هارب من الموقف، هو بيحمي البيت اللي تعب سنين يبنيه، بيشوف في أولاده حياته، وفي زوجته بيته، وبيخاف يضيّعهم في لحظة نرفزة أو كلمة غلط.
الرجولة مش إنك ترد… الرجولة إنك تعرف إمتى تسكت، وإمتى تكسب الهدوء على حساب الكرامة المؤقتة.
الرجولة مش في السيطرة… الرجولة في الاحتواء.
والست العاقلة هي اللي لما تشوف زوجها ساكت، ما تكلمهوش، لكن توقف وتراجع نفسها، لأنها عارفة إن سكوته ده ما ضعف… ده قرار فيه رجولة ووعي ومسؤولية.
الراجل الحقيقي ما دايمًا بيتنازل علشان زوجته، ولا علشان نفسه، هو بيتنازل علشان البيت يفضل بيت، علشان الأبناء يفضلوا شايفين بابا وماما في مكان واحد، وعلشان الستر ما يتكشف، وعلشان الحب ما يتحول لوجع.
فالتحية لكل راجل اختار الهدوء بدل الصدام، والستر بدل الفضيحة، والأسرة بدل الكبرياء.
هؤلاء هم الرجالة الذين بيحافظوا على "الميثاق الغليظ" مش بالكلام، لكن بالفعل، وبالصبر، وبالنية الصافية.
0 التعليقات:
أضف تعليقك