زمان في مثل بيقول: الرضاعة سهلة، لكن الفطام صعب.
يعني لما تتعود على الحاجة الجاهزة، بيبقى صعب جدًا إنك تتعب في الحصول عليها بعدين، لأنك تعودت تلقاها جاهزة من غيرك، بل كمان تعرضها في "زفة" وكأنك صاحبها.
وده بالضبط حال الاتحاد العام لكرة القدم.
تعود أن يعتمد على الآخرين في القيام بما يلزمه هو، وصار يستجدي الولايات لاستضافة منتخباته، كما هو حاصل الآن، مما أفرز كثيرًا من الأسئلة التي لم نجد لها إجابات مقنعة.
الفيفا تقدم الدعم المالي للاتحاد، لكن السؤال:
هل يا ترى ذهب دعم الفيفا مع الريح؟
أم أن الاتحاد تحول إلى "خزانة ممنوع الصرف منها"، وصارت المنتخبات تستجير من نار العدم باللجوء إلى الولايات التي بما فيها يكفيها؟!
ومن غير المعقول ولا المقبول أن يضيف الاتحاد عليها عبئًا جديدًا.
أيضًا، في كل مرة نشاهد مسؤولين من الاتحاد في زياراتٍ لمسؤولي الدولة طلبًا للمساعدة في توفير احتياجات من المفترض أن تكون في متناول يدهم بفضل دعم الفيفا.
لكن يبدو أن العادة غلبت، أو كما قلت: الرضاعة سهلة، الفطام صعب!
ولذلك جاء قرار الدولة بتطبيق "الفطام" وعدم الاستجابة لطلبات الاتحاد التي لا نهاية لها، عسى ولعل أن يقوم بدوره دون ملاحقة الدولة، وهي بما فيها يكفيها.
وكان الأجدر بالاتحاد أن يتحلى بشيء من الحياء والخجل بدلًا من كثرة السؤال!
الاتحاد استمرأ "الرضاعة" حتى صعب عليه الفطام؛ فهو يريد من غيره أن يدير الكرة في البلاد، بينما هو يستمتع بالسفر وفوائده التي تتحول أرقامها من الخمس إلى الخمسين، ومن خلف الكواليس يُقال: هل من مزيد؟!
يتغطى الاتحاد بـ"حكاية الفيفا"، بزعم أن أي قرار داخلي سيواجه بتدخل خارجي منها، وهو غطاء العريان الذي يكشف فشله لا يستره.
يكفي أن نقول إن راعي الضأن في الخلاء أصيب بالحيرة مما آل إليه حال الكرة السودانية في عهد هذا الاتحاد، الذي لا يعرف أدب الاستقالة ويحتمي بالفيفا من قرار الإقالة.
شهادة أخيرة
إذا كان أسامة عطا المنان هو فعلًا الآمر الناهي في الاتحاد، فهذا يعني أحد أمرين:
إما أنه القائد الملهم، أو أن الآخرين عاجزون عن مواجهته!
شكرًا جميلًا للدولة على قفل باب "شحدة الاتحاد"، وشكرًا حزينًا لمن طرقوا الباب مرات ومرات!
وما دامت المنتخبات قد غلبتكم، أرجعوها لشيّال التقيلة الدكتور برقو، ليعيدها إلى زمنها الجميل، يوم كان اللاعب يقبض بالدولار قبل أن يجف عرقه.
أما الطائرة الخاصة، فقد استحقها المريخ يوم أن أرسلت لنا من نيجيريا وهي تحمل في جوفها كأس مانديلا.
أما رحلة المنتخب إلى عُمان فقد فرضت أكثر من سؤال متداول دون أي توضيح من الاتحاد.
فهل يعني السكوت علامة رضا عما تم تداوله؟
0 التعليقات:
أضف تعليقك