الجمعة 21/نوفمبر/2025

الاتحاد أمام اختبار الضمير... حين تنزف دارفور لا معنى للكرة!

الاتحاد أمام اختبار الضمير... حين تنزف دارفور لا معنى للكرة!
بهدوء
علم الدين هاشم
 
في وقتٍ تتعرض فيه دارفور لأبشع فصول المأساة على يد مليشيا الدعم السريع، لا يمكن أن تظل الرياضة السودانية بمعزل عمّا يجري، وكأن الدم الذي يسيل هناك لا يمتّ إلى هذا الوطن بصلة! إنّ ما يحدث في الفاشر ونيالا والجنينة وغيرها من مدن الإقليم ليس مجرد أحداثٍ عابرة، بل جريمةٌ مكتملة الأركان في حق الإنسان والوطن، تستدعي من الجميع — أفرادًا ومؤسسات — موقفًا واضحًا وانحيازًا صريحًا للسودان المكلوم.
لقد وجّهت قيادة الدولة بتسخير كل الإمكانيات الرسمية والشعبية نحو التعبئة العامة والدفاع عن الوطن، ومن الطبيعي أن يتفاعل الاتحاد العام لكرة القدم مع هذا التوجّه الوطني، وألا يقف متفرّجًا وكأن ما يحدث لا يعنيه.
الاتحاد مطالب اليوم بإعلانٍ صريحٍ بتجميد كل أنشطته ومسابقاته، ودعوة أنديته في الخرطوم والولايات إلى الانخراط في حملات التعبئة ومعسكرات التدريب، فذلك أقلّ ما يمكن أن يقدمه الرياضيون دعمًا للمجهود الحربي ومشاركةً في معركة الكرامة والبقاء.
ليس من المنطق ولا من الأخلاق أن تتحدث لجنة المسابقات عن رزنامة الموسم الجديد في وقتٍ تُحرَق فيه القرى وتُزهق الأرواح في مدن وقرى دارفور وكردفان.
الرياضة يجب أن تكون في قلب الوطن، لا خارجه، والكرة التي تُمارَس في زمن الحرب وكأن شيئًا لم يكن، تفقد معناها وشرفها!
وإذا كان ثمة استثناء، فهو بالتأكيد للمنتخب الوطني، الذي ينبغي أن يبدأ استعداداته الجادة للمشاركة في بطولة كأس العرب المقبلة، باعتبارها مشاركة تمثل السودان في محفلٍ عربيٍّ واسع، وتحمل رسائل رمزية عن صموده وقدرته على الحياة رغم الجراح.
إنّ الرياضيين — لاعبين ومدربين وجماهير — مدعوون اليوم ليكونوا في مقدمة الصفوف، وليؤكدوا أن وطنهم أغلى من أي لقب، وأعظم من أي بطولة.
وليكن حضورهم في معسكرات التعبئة كحضورهم في الملاعب: مليئًا بالعزيمة، مشحونًا بالإيمان، ومفعمًا بروح الانتصار.
فالوطن الآن بحاجة إلى سواعدهم قبل أقدامهم... وإلى مواقفهم قبل مهاراتهم.

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار