تابعنا للمرة الثانية السقوط المذل لمنتخب الناشئين الذي خسر بتسعة أهداف كاملة أمام أوغندا، بعد أسبوع واحد فقط من السقوط بسداسية مؤلمة أمام تنزانيا في تصفيات بطولة سيكافا المقامة حالياً في إثيوبيا.
نتائج بهذا الحجم لا تحتاج إلى محلل فني ولا إلى لجنة تقييم، بل تحتاج إلى اتحاد يمتلك الحد الأدنى من المسؤولية… وهذا تحديداً ما نفتقده!
الحقيقة المخزية أن هؤلاء الصغار ليسوا سبب الأزمة.
أطفال يحملون شعار الوطن، يُدفع بهم إلى بطولة إقليمية دون إعداد، دون معسكرات، دون مباريات تجريبية، دون جهاز فني مستقر، ودون برنامج تطويري واحد يمكن أن يُسمّى «تخطيط».
كل ما حدث مجرد إرسال بعثة تؤدي دور "الحاضر الغائب" في بطولة حقيقية، بينما مسؤولو الاتحاد يكتفون بالتصريحات والشعارات عن «الاهتمام بالناشئين».
أي اهتمام هذا؟!
اتحاد لا يملك الجرأة لتجهيز منتخب عمره أقل من 17 عاماً… كيف سيبني مستقبلاً كروياً؟
وكيف يفكر اتحاد يرى ناشئينا يتلقون 15 هدفاً في مباراتين ثم لا يشعر بالخجل؟!
والكارثة الأكبر أن هذا هو الاتحاد ذاته الذي يصنع العراقيل ويضع المتاريس أمام الهلال والمريخ حتى لا يشاركا في الدوري الرواندي، رغم أن التجربة يمكن أن تحقق فائدة فنية هائلة للأندية التي تمثل السودان قارياً.
اتحاد يمارس اللف والدوران عند إرسال خطاب رسمي للمشاركة في دوري خارج الحدود، لكنه «نشط جداً» في إرسال منتخب ناشئين بلا إعداد إلى بطولة قوية ليعود محمّلاً بالهزائم الثقيلة!
يا سادة…
هناك اتحادات تسعى لتطوير لاعبيها وتمنح أنديتها فرص الاحتكاك الخارجي، بينما اتحادنا يقدم نموذجاً فريداً في الفوضى:
اتحاد يضيّع حقوق منتخباته، ويكسر أجنحة أنديته، ثم يتساءل: لماذا تتراجع كرة القدم السودانية؟
الصغار اليوم ضحية…
والهلال والمريخ ضحية…
والمنتخب الأول ضحية…
والجاني لا يزال يتحدث عن «خطط التطوير» بكل ثقة، وكأنه يدير اتحاد ألمانيا أو المغرب!
إن ما حدث للناشئين ليس مجرد خسارة… بل فضيحة إدارية يجب أن تُدوَّن في سجل هذا الاتحاد الذي أثبت أنه العقبة الأكبر أمام أي مستقبل كروي حقيقي في السودان.
وما لم يُحاسَب المتسببون في هذه الكارثة، فانتظروا نتائج أكبر من 9 و6…
لأن العبث حين يُترك بلا رقيب… يتكاثر!
0 التعليقات:
أضف تعليقك