الجمعة 21/نوفمبر/2025

اتحاد بلا فكر.. وتعليمات جوفاء تكشف العجز!

اتحاد بلا فكر.. وتعليمات جوفاء تكشف العجز!

 

 

 

من المؤسف أن قادة الاتحاد العام لكرة القدم ما زالوا يرفعون ذات الشعارات القديمة حول «التطوير» في كل دورة انتخابية، ثم يعودون بعد فوزهم إلى المربع الأول، حيث لا رؤية، ولا خطة، ولا أثر لعمل مؤسسي حقيقي!

فالشعارات تتكرر، لكن الواقع يزداد بؤسًا، والحديث عن النهضة الكروية لا يتجاوز المنابر الإعلامية والوعود الانتخابية التي لا تصمد أمام أول اختبار عملي.

لقد أصبح واضحًا أن من يجلسون على مقاعد الاتحاد العام منذ أكثر من ثلاث دورات لا يملكون أي مشروع تطويري حقيقي، لا على مستوى المنتخبات، ولا في البنى التحتية، ولا حتى في إدارة المسابقات.
وها هو الاتحاد يثبت عجزه مجددًا بإصداره تعميمًا عبثيًا يدعو فيه الاتحادات المحلية إلى تسمية فرق تحت (17) وتحت (20) سنة، لتبدأ المنافسة الشهر القادم!

أي منطق هذا؟
كيف يُطلب من اتحادات محلية تعاني من الإفلاس، وتفتقر إلى الملاعب والمدربين والتمويل، أن تُنشئ فرقًا سنية وتدخلها في منافسة خلال أسابيع معدودة؟
هل التطوير في نظر الاتحاد مجرد «تعميم» يُلقى على الورق دون دراسة أو خطة تنفيذية أو ميزانية واضحة؟

إن الحديث عن توسيع قاعدة كرة القدم لا يمكن أن يُختزل في مخاطبات جوفاء، بل يحتاج إلى مشروع وطني متكامل يبدأ من المدارس وينتهي بالأندية.
أما ما يفعله الاتحاد اليوم، فهو محاولة بائسة لتغطية الفشل بتعميم إداري لا معنى له، يرمي المسؤولية على كاهل اتحادات محلية بالكاد تنظم دوريها.

إن أزمة كرة القدم السودانية ليست في غياب المال فقط، بل في غياب الفكر.
فهؤلاء القادة لا يدركون أن التطوير علمٌ ومنهج، لا شعارات انتخابية تُقال ثم تُنسى.

وإذا كان هذا هو مفهومهم للتطوير، فالأجدر بهم أن يترجلوا ويتركوا الساحة لمن يفهم أن بناء القواعد لا يتم بتوجيهات مكتبية، بل برؤية، وتمويل، وصبر، ومتابعة جادة.

لقد آن الأوان لأن يُسأل الاتحاد:
أين مشروعات المنتخبات السنية منذ عشرين عامًا؟
وأين دور الأكاديميات والمناطق في اكتشاف المواهب؟
الإجابة المؤلمة: لا شيء سوى الاجتماعات الفارغة والبيانات الورقية!

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار