الجمعة 21/نوفمبر/2025

اتحاد الكرة… وغياب المرونة أمام استحقاقات الهلال الإفريقية

اتحاد الكرة… وغياب المرونة أمام استحقاقات الهلال الإفريقية

 

أعلن اتحاد كرة القدم السوداني انطلاقة الدوري الممتاز في السابع من يناير، ملزماً جميع الأندية بالمشاركة دون استثناء، بما في ذلك الهلال والمريخ اللذان يشاركان في الدوري الرواندي المؤقت. وجاء القرار قاطعاً لا يراعي الظروف الخاصة ولا الاستحقاقات الخارجية التي تواجه بعض الأندية، وعلى رأسها الهلال الذي يمضي وحيداً ممثلاً للسودان في دوري أبطال أفريقيا.

كان من الممكن لاتحاد الكرة أن يبدي قدراً من المرونة، وأن يستثني الهلال من المشاركة في النسخة الحالية من الدوري المحلي، طالما أنه وافق له مسبقاً على خوض تجربة الدوري الرواندي. فالمقارنة بين المسابقتين تكشف الفارق الكبير في مستوى التنافس وجودة الفرق والتنظيم. الدوري الرواندي يضم أندية ذات مستوى جيد، وتساهم مبارياته في رفع إيقاع الهلال وإعداده بالشكل الأمثل، خاصة إذا واصل مشواره المتقدم في البطولة الإفريقية. أما الدوري السوداني، في ظل ظروفه الراهنة، فإنه لن يقدم للهلال الإضافة المطلوبة، إذ تعاني الأندية المشاركة من ضعف الإعداد وغياب المقومات الأساسية للتنافس القوي.

إصرار الاتحاد على عدم استثناء الهلال قد يدفع النادي إلى خيار إشراك الفريق الرديف مع تطعيمه ببعض عناصر الصف الأول، لكنه خيار محفوف بالمخاطر، وقد يتسبب في ربكة فنية وفقدان التركيز، إضافة إلى استهلاك طاقات الهلال في مواعيد لا تخدم هدفه الأساسي: الاستمرارية في البطولة القارية.

الهلال اليوم أمام مهمة وطنية لا تخصه وحده، بل تخص كرة القدم السودانية كلها. واستمرار الأزرق في دوري الأبطال فرصة نادرة لإبقاء اسم السودان حاضراً في المسار القاري. كان المنتظر من اتحاد الكرة أن يتعامل مع هذه الحقيقة بحكمة أكبر، وأن يضع مصلحة الوطن قبل أي حسابات أخرى.

ومع ذلك، يبقى التعويل على إدارة الهلال وجهازه الفني في إيجاد التوازن المطلوب، حتى لا يتأثر مشواره الإفريقي بقرارات تنظيمية كان يمكن تفاديها بسهولة.

 

 

 

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار