الجمعة 21/نوفمبر/2025
اتحاد الغفلة العام

 

 

....................

حقًا، أصبحت في حيرةٍ من أمري، بماذا أسمي هذا الشيء الذي يتسلّط على رقبة الكرة السودانية؟
يسمّونه مجازًا الاتحاد العام لكرة القدم السودانية، وهذا مجازٌ بعيد الصلة بالواقع.
ولو سُمِح لي أن أضيف إلى مجازات اللغة مجازًا جديدًا، لأسميت هذا الذي يُطلق عليه اتحاد الكرة بـ مجاز الغفلة!

ولو أننا حللنا اسم هذا الكيان أو صفته لوجدنا التناقض ظاهرًا:
فهو ليس اتحادًا، بل فرقةٌ وشتات.
وليس عامًّا، بل خاصٌّ جدًا، قاصرٌ على من يوالونه ويشاركونه المهزلة والملهاة.
كما أنه ليس لكرة القدم، بل هو أقرب إلى وكالة سفرٍ وتجوالٍ خاصة بأعضائه، وصرافةٍ نشطةٍ في تجارة العملات الأجنبية!

وكثيرًا ما يلحّ عليّ السؤال:
هل الكرة السودانية في حاجةٍ إلى هذا الكيان الهلامي المترهّل؟
واليقين عندي أنه لولا الهياكل المفروضة علينا من الاتحاد الإفريقي والفيفا، لاستغنينا عن هذا الجسم الغريب الذي يجثم على صدر أنديتنا، يكبّل خطاها، ويضعف حظوظها، ثم يأكل ثمار اجتهادها!

بالله عليكم، هل من أحدٍ يدلّني على إنجازٍ واحدٍ لصالح الكرة السودانية أنجزه هذا الاتحاد؟

أما لأنفسهم، فقد أنجزوا الكثير، وآخره تلك المقاعد التي جلس عليها معتصم وأسامة في لجان الفيفا.
أما في خدمة الكرة السودانية، فقد ظل هذا الكيان الهلامي أقوى عائقٍ في طريق نهضتها وتطورها.

انظر – رعاك الله – إلى حال الهلال والمريخ في رواندا، تجدهما كحال مسافرٍ انقطعت به السبل، لا زادَ لديه ولا مال، والمتسبّب في ذلك كلّه ما يُسمّى الاتحاد العام!

ثم ارجع البصر كرةً أخرى لترى حال منتخباتنا التي تمثل الوطن:
أيُّ قصورٍ وإهمالٍ وعدمِ مسؤوليةٍ لم تعانِه؟
لاعبٌ من أعمدة المنتخب يعجز الاتحاد عن تدبير سفره للحاق بمباراةٍ فاصلة!
ومنتخبٌ يشكو من سوء الحال ووجبات العدس والفول والبوش!
ومنتخبٌ آخر يلعب بلا خريطةٍ تنافسيةٍ واضحةٍ تُجنّبه تضارب المواعيد والالتزامات، مما يفقده كثيرًا من عناصره المؤثرة!

اتحادٌ كلّ همّه كنز المال و"الإلحاف في السؤال"، حتى من خزينة الدولة التي تشكو قلّة الفئران في مطبخها!
ثم ينتظر – فاغرًا فاهه كتمساحٍ ضخم – ليبتلع عائد دولارات الهلال التي يحصل عليها من مشاركاته الإفريقية، ليجغمها كما "جغم" من قبل دولارات المريخ التي ضاعت دروبها في المويه، فلم يجد لها المريخ إلى اليوم خبرًا ولا أثرًا!

إن هذا المسخ الذي يُصرّ على وضع العوائق أمام منتخباتنا وأنديتنا، يجب أن نعمل جميعًا – متضامنين – على الإطاحة به ورميه بعيدًا، ثم العمل على انتخاب اتحادٍ جديدٍ يخدم اتحاداتنا الولائية، ومنتخباتنا الوطنية، وأنديتنا بكل مسؤوليةٍ وتجرد.

والله المستعان.

 

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار