الخميس 18/سبتمبر/2025

إقالة عبد المهيمن.. الصدمة وغياب الوعي الإداري

إقالة عبد المهيمن.. الصدمة وغياب الوعي الإداري

بلا ميعاد: عوض أحمد عمر

إقالة الكابتن عبد المهيمن الأمين من موقعه الإداري تصدرت الأجندة الهلالية وأثارت سيلاً من الأسئلة الحائرة وعلامات الاستفهام الكبيرة، أهمها: لماذا الإقالة؟ ولماذا جاء القرار في هذا التوقيت بكل ما يحمل من دلالات؟ وما الخطأ الفادح الذي ارتكبه الرجل ليُقصى بهذه الصورة الصادمة والمجحفة والمفاجئة؟
هل كان من الضروري أن يحرج مجلس الهلال أحد أنبل أبناء النادي بهذا الأسلوب الذي لا يليق بتاريخ الهلال ككيان قيادي وتربوي؟ أما كان الأجدر – إذا وُجدت أسباب موضوعية تبرر القرار – أن يتم الأمر بهدوء وبمخرج يحفظ للكابتن تاريخه وتضحياته وصورته المضيئة في ذاكرة الهلاليين؟
المؤسف أن يُكافأ رجل تحمل المسؤولية بتجرد وصبر ورجالة وملأ فراغ غياب كثير من أعضاء المجلس – الذين كاد الجمهور أن ينسى وجودهم لولا حضور ثلاثة أو أربعة منهم فقط، وارتبط ظهورهم بفريق الكرة – بهذه الطريقة التي تحمل في طياتها الكثير من الجحود.
قرار الإقالة جاء صادماً وغير منصف، وأسلوب إعلانه لا يليق بمؤسسة رائدة بحجم الهلال، بل هو أقرب إلى الانتقام منه منه إلى العمل الإداري الرشيد، مما يثير مخاوف مشروعة حول مستقبل النادي الإداري والفني.
لقد ارتكب من اتخذ القرار، فرداً كان أم جماعة، خطأً لا يغتفر، ليس فقط في حق عبد المهيمن، بل حتى في حق الكابتن عاطف النور الذي وُضع في مواجهة صعبة مع جماهير غاضبة لم تستحسن القرار مطلقاً، فضلاً عن الأجواء المشحونة بعدم الرضا منذ اللحظة الأولى.
وهكذا لم يعد "جزاء سنمار" قصة أسطورية أو مجازاً يستدعي لكشف نكران الجميل، بل تحول إلى واقع حي أعاد إنتاجه مجلس الهلال بهذا القرار المعيب.
الأسف الأكبر أن يطغى قرار الإقالة على أجندة اهتمام الهلاليين، ويجعل من مباراة نصف النهائي أمام الجيش الرواندي – والتي كسبها الهلال بثلاثية – حدثاً ثانوياً، بل الكارثة أن يبهت وهج الفرحة بالتأهل للنهائي بسبب الغصة التي خلفها القرار.
الهلال ليس مجرد فريق كرة قدم، بل هو مؤسسة قيادية تربوية ينبغي أن تعكس قيم الوفاء واحترام أصحاب العطاء، قبل أي شيء آخر. الإقالة في حد ذاتها ليست جريمة إذا تمت في إطار مؤسسي يحفظ الحقوق ويقدر العطاء، ويضع الجماهير في الصورة من باب الاحترام والاطلاع على الحقائق بلا تغبيش.
ومن المؤلم أن تختزل كل الجهود الكبيرة التي بذلت لتقوية الفريق في قرار مهين يبدد الثقة ويشوه الصورة بهذه الطريقة الغريبة.
▪️ آخر الكلم ▪️
مع كل ما صاحب قرار الإقالة المجحف من جدل ومرارة، سيبقى الكابتن عبد المهيمن الأمين علامة مضيئة في مسيرة الهلال المعافى، ونموذجاً للإداري المحترم المتجرد الذي وضع مصلحة النادي فوق كل اعتبار.
سيظل الكابتن محل الاحترام والاحتفاء، وسيبقى اسمه حاضراً في ذاكرة الهلاليين التي لن يصيبها الخرف بما قدمه من إخلاص وتضحيات، بعيداً عن ما تحدثه الانفعالات والقرارات الصادمة.
فالتاريخ لا يُكتب بالمواقف العابرة، بل يُمهَّر بالإخلاص والتجرد والثبات على القيم، وعبد المهيمن كان وسيظل عنواناً لهذه الفضائل.
انتصار الهلال على الجيش الرواندي والتأهل للمباراة النهائية.. نصر يستحق أن يُهدي للكابتن عبد المهيمن، ربما كان هذا هو لسان حال جماهير الهلال التي لا تعرف الجحود ونكران الجميل

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار