الخميس 18/سبتمبر/2025

إعارة (الأمين العام)...

إعارة (الأمين العام)...
طق خاااص
خالد ماسا
إعارة (الأمين العام)...
ثارت ثائرة السيد/ الأمين العام بمجلس الهلال ردًّا على ما كتبه الأستاذ/ خالد عزالدين بخصوص أدائه في المجلس، مطالبًا إيّاه بضبط موجة وتوقيت الحديث في وقت عدم الحاجة له، وصمته في وقت الحاجة للحديث، مذكِّرًا كل من قرأ ردَّه المطوَّل بما هو معلوم في سيرته الذاتية من ألقاب أكاديمية وترجمات لمنظمات دولية هي من صميم وظيفته، ولا نرى أي سبب لاستدعائها في معرض نقاش مواضيع محدَّدة تتعلّق بأدائه كأمين عام للهلال. ولا يستدعي الأمر تحويل أي انتقاد أو مادة صحفية إلى حرب لا يستفيد منها الهلال ولا القارئ.
وها هو الآن يعاود البصر كرتين في قضية اللاعب إيمانويل فلومو، فعاد إليه وهو حسير ببيان طويل لا يمكن تشبيهه إلا بالأهداف العكسية، باصمًا على حقيقة حاجته إلى عملية إعادة "ضبط المصنع" لأي حديث يتناول فيه قضايا الهلال.
"البيان" قضيته توضيح موقف الهلال مما أُثير حول اللاعب إيمانويل فلومو واتهام الهلال بمخالفة مطلوبات الفيفا المتعلقة باللاعبين القُصَّر. وأعتقد أن التوضيحات كافية وواضحة ولا غبار عليها، وتُبيّن أن المجلس أدار ملف اللاعب بوعي وإدراك كبيرين، لولا مشكلتان جوهريتان لم يتخلَّ فيهما السيد الأمين العام عن عادة الضبط الخاطئ لتوقيت الحديث وطريقته، والتي هيَّجت عليه المواجع وجعلته يظن بأنه مستهدف.
من يقرأ صدر البيان الذي قال فيه الأمين العام: "إن مشاركة الهلال في سيكافا تأتي في إطار الاستعداد"، يفهم تمامًا أن هذه العبارة تأتي في سياق نتيجة اللقاء الأول أمام مقديشو سيتي، والتي نرى أن ريجيكامب تفوّق عليه في صياغتها، مشيرًا للإعداد وهو هدف معلوم بالضرورة ونافلة قول لا تحتاج إيرادها في بيان، ومؤكِّدًا على التمسك بالفوز بلقبها حتى لا يرسل الرسائل المحبطة في بريد اللاعبين والأنصار، ويملك المتربصون في إعلام الشماتة أدوات السخرية من المشاركة.
وبدلًا عن "خمّة النفس" المؤثرة جدًّا على بيان الأمين العام، لو أنه راعى فروق الوقت في التوضيحات التي ذكرها لما احتاج الهلال لهذا البيان. إذ لا يوجد ما يمنع الهلال من توضيح حالة وعلاقة اللاعب مع الهلال منذ اليوم الأول لحضوره ومشاركته في التمارين واللقاء الودي الأول، وهو أمر غير سري، بل بالعكس هو مكسب إداري للمجلس أن أوضح وقتها كيف أنه أدار ملف وجود اللاعب ومشاركته في بطولة سيكافا وترتيبات تسجيله بعد بلوغ السن القانونية وانقضاء فترة المعايشة. ولكنه الطبع الذي يغلب التطبع؛ جاءت التوضيحات مسبوقة بركعتين، وجعلت من البيان في مستوى واحد مع أخبار صحفية قصد منها الكيد الرياضي للهلال والطعن في القدرات الإدارية لمجلس الهلال.
والتفسير الوحيد الذي لا يقبل الرد عليه باستعراض ترجمة بيانات الأمم المتحدة والكوميسا هو: إما أن السيد الأمين العام لم يكن يعلم شيئًا عن ملف توفيق أوضاع اللاعب (وهذا هو الأرجح) باعتبار أن كل الملفات حصرية لدى نائب الرئيس ومكتوب عليها "ممنوع الاقتراب أو التصوير"، أو أنه كان يعلم بالإجراءات التي تمت ولكنه محكوم بسوء التقدير في تحديد زمن الصمت والحديث، وبالتالي لم يخرج منه التوضيح قبل كل هذه الزوبعة، وكفى نفسه والهلال شر القتال.
فترات "الإعارة" أو "المعايشة" لا تنتقص من القيمة الفنية للاعبين، وهي فترات لخوض تجارب ترفع المستوى وتصقل الموهبة في بيئات أخرى. وليت هذا الأمر مفتوح أيضًا إداريًّا لنستفيد من مدارس إدارية في المحيط القريب، يقضي فيها إداريونا فترات إعارة أو معايشة لفترة قصيرة، يعودون بعدها للكشف الإداري بنادي الهلال وهم أكثر منعة من الاستجابة للاستفزاز وأكثر قدرة على ضبط التصريح الإداري.

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار