الخميس 18/سبتمبر/2025

(أزرق) يهُزّ ويِرِزّ .. منّو الضُلُمة تفِزّ ..

(أزرق) يهُزّ ويِرِزّ .. منّو الضُلُمة تفِزّ ..

طق خااااص
خالد ماسا

ونكتب .. ونكتب وأقلامنا مشدودة على لجام الفرح الذي أسرج لاعبو الهلال بالأمس خيله، فسمع صهيلها من دار السلام في أم درمان والجنينة وحلفا وبورتسودان ومدني السني ..
نكتب ونستدعي الأغنيات التي غابت مواسمها عن الخرطوم، وحلّ محلها صوت الرصاص وغطّى الدم مسارحها، فلم تعد مدينة ملتقى النيلين .. هو إعلان أول لإفريقيا من أقصى بطولة سيكافا إلى أقصى بطولة الأبطال بأننا قادمون هذا العام.
قادمون والحلم يراودنا ولم يغادر أعيننا في كل المرات التي تمنّعت فيها البطولات والكؤوس على فارسها غير المتوَّج الهلال في أكثر من موعد.
سيكافا هذا العام هي قوة الدفع المعنوي للاعبي الهلال في مشوار بطولة الأبطال، والتي تعوّض غياب صوت المدرجات وهدير "الكورفا".
سيكافا "بول كاغامي" هي الاسم المنشود في دولاب النادي الأكثر تتويجاً بالبطولات المحلية، وهي "ضمادة" جراحات الحرب هناك في نيالا البحير وزالنجي العروس والفاشر "فاشر السلطان".
سيكافا في نسختها الحالية هي الاختبار الجيد والمفيد للروماني ريجيكامب، يقيم فيها "العِدّة الجديدة" قبل الدخول لمعارك الأبطال ومشوارها الطويل، ويختار كتيبته الاستراتيجية التي سيقود بها فتوحات ومراحل البطولة. ولعل قمة الإضافة التي ستقدّمها سيكافا للهلال هي الدخول للموسم عبر بوابة معنويات التتويج بذهب إقليم شرق ووسط أفريقيا، والذي يُعتبر امتداداً طبيعياً لموسم استثنائي حصد فيه الهلال مناجم الذهب في موريتانيا وذهب النخبة والكأس، والعشم في ذهب الأبطال كبير.
سيكافا هذا العام أفضل ما قد تقدّمه للهلال بأنها ستطفئ ناراً اشتعلت بسبب خلافات حول قرارات إدارية أو فنية، وستعيد ترتيب الاصطفاف الأزرق حول الأزرق، متناسين كل ما من شأنه أن يَعطّل المسيرة ويشق الصف الهلالي بمعارك انصرافية، وتجعلنا نتسامى فوق كل شيء لتحقيق أحلامنا المشتركة.
ذهب إقليم سيكافا هو وحده القادر على إعادة ترتيب البيت الهلالي واستدعاء طاقتنا القصوى لخدمة النادي، وهو شوطنا الحاسم في وجه تحالفات الشر التي ظلّت على الدوام ترسم خطط تأجيل مثل هذه الأوقات.
ذهب سيكافا هذا العام هو أفراح "تحرير" كل المدن السودانية التي احتلّها الحزن وخيّم عليها البؤس، وبنى فيها بوم الحرب أوكاره. وهو زغاريد شوارعنا التي حلّقت فيها الغربان، وهو أجراس عودتنا من غربة الحرب اللعينة، وجبيرة خاطرنا المكسور بخسائرنا في الأرواح والأموال والأعراض. وهو لغتنا الجديدة التي سنخاطب بها كرة القدم في أفريقيا هذا العام، وصوتنا العالي الذي يجب أن تُسمعه من هنا فصاعداً. وهو قطارنا الذي لن يتوقف في محطة شرق ووسط أفريقيا، وسنبحث عن الذهب أينما وُجد وأينما كان، من جوهانسبرغ وحتى القاهرة وكازابلانكا.
و .. وأزرق يهُزّ ويِرِزّ .. منّو الضُلُمة تفِزّ ..

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار