هذا المثل يعبر عن الإحباط، ويعني أن فقدان ما فات لا ينبغي أن يدفعك لإهمال ما هو موجود لديك الآن. فهو يحث على عدم الندم على ما ضاع، والانتباه لما يزال بين يديك. ويُشبه في معناه مقولة: "لا تبكِ على اللبن المسكوب".
و"الجفلن" في المثل تُشير إلى ما فات أو ضاع، بينما الدعوة هي للتركيز على "الواقفات"؛ أي ما هو حاضر ومتوافر لديك ويمكن الاستفادة منه. ويُقال إن أصل المثل يعود إلى راعٍ جفلت منه ناقة، فترك بقية القطيع ليلحق بها، وعندما لم يستطع الإمساك بها عاد ليجد أن جزءاً كبيراً من إبله قد ضاع.
ويحمل المثل دلالة واضحة بأن على الإنسان التمسك بما يملك بعد أن خسر جزءاً منه، وأن يحافظ على ما تبقى بدلاً من التفريط فيه. إنها دعوة للحكمة والصبر والتعقل، وتجنب التسرع في ملاحقة ما مضى، خاصة في سياق أهل البادية حيث نشأ المثل، وهو من الأمثال الشعبية التي تشدد على أهمية حسن إدارة المتبقي من الموارد بعد فقد بعضها.
ونجد أن جودة الحياة تعتمد كثيراً على رؤيتنا لما نستطيع فعله الآن، والتركيز على اللحظة الحالية بكل ما تحمل من موارد وإمكانات، وتوسيع آفاق الاستفادة منها بدلاً من الانشغال بما هو خارج نطاق قدرتنا، مما يبدد طاقتنا ورغبتنا في النمو.
تمنياتنا للجميع بأن يلهمنا الله القوة وتحمل مشاق الحياة وكبدها، وأن يجعل حظنا جميلاً وميسّراً.
0 التعليقات:
أضف تعليقك