بلا ميعاد
عوض أحمد عمر
• في ختام دوري النخبة، تتجه الأنظار عصر اليوم إلى استاد الدامر، حيث تُقام مباراة القمة المرتقبة بين الهلال والمريخ، في مواجهة تتجاوز في أهميتها حدود التنافس التقليدي بين أكبر ناديين في السودان.
• إنها ليست مجرد مباراة في جدول المنافسة، بل لحظة حاسمة تُحدّد مصير البطولة، وترسم خارطة تمثيل السودان في البطولات الإفريقية.
• يدخل الهلال المواجهة بخيار واحد: الانتصار؛ فالتعادل أو الخسارة يعنيان ضياع اللقب وربما غياب الفريق عن دوري أبطال إفريقيا، وهو ما لا يليق بتاريخ النادي ولا يرضي طموحات جماهيره الغالبة.
• لذلك، فإن المطلوب من اللاعبين اليوم يتجاوز الأداء العادي إلى مستوى التحدي الكامل، حيث لا مجال للتراخي، أو الأخطاء، أو الاستهتار.. فلا فرصة للتعويض.
• ورغم أن لقاءات القمة تظل محفورة في ذاكرة الجماهير حتى وإن كانت ودية، فإن قمة اليوم تكتسب أهمية مضاعفة.
• فهي تحمل طابع الحسم، وتُدوَّن نتيجتها في أرشيف البطولات، وتُستحضر كلما ذُكرت بطولة النخبة الاستثنائية.
• الهلال يمتلك ما يعزز حظوظه، بدءًا بدافع الفوز الذي لا بديل له، والأداء المميز أمام مريخ التبلدي والنتيجة المستحقة، إضافةً إلى عودة عدد من المحترفين المؤثرين الذين غابوا عن الجولات الأولى.
• كذلك يتمتع الفريق بأفضلية هجومية واضحة، إذ يكفي القول إن هداف البطولة محمد عبد الرحمن سجل أهدافًا تفوق ما أحرزه المريخ في جميع مبارياته، إذا ما استُبعد "هاتريك" محمد حلفا الذي جاء بقرار إداري مثير للجدل.
• ورغم كل هذه المعطيات، تعيش جماهير الهلال قلقًا مشروعًا؛ ليس فقط بسبب صعوبة المباراة، بل لأن الشعور بأن المنافسة تُدار في بعض تفاصيلها المؤثرة خارج الملعب لا يزال حاضرًا بقوة.
• الاتهامات بانحياز اتحاد الكرة (الأحمر) لصالح المريخ لم تعد خافية، وما زاد الطين بلة هو الغياب غير المبرر لمجلس إدارة الهلال، الذي بدا وكأنه عاجز عن حماية حقوق ناديه، في ساحة بات فيها الظلم جزءًا من الواقع.
• هذا المناخ الملبد بالشكوك والحفر، يضع مسؤولية مضاعفة على عاتق اللاعبين، الذين يُنتظر منهم ردّ عملي داخل الملعب، يتجاوز التوقعات، صونًا لهيبة النادي وتقديرًا لجماهيره الوفية.
• لا وقت للتبرير، ولا مساحة للأعذار.
• فالهلال لا يقاتل اليوم من أجل ثلاث نقاط فحسب، بل من أجل اعتلاء بطولة يسعى لانتزاعها عنوةً واقتدارًا.
• قمة اليوم هي فصل الختام في موسم طويل ومعقد؛ كل دقيقة فيها تاريخ، وكل عرق يُسكب شهادةَ إجادة، وكل هدف سيحكي قصة، وأي انتصار سيتردد صداه طويلًا.
• الهلال يملك الأدوات، والعناصر، والدوافع... ومع ذلك، الفوز لا يُمنح بالتوقعات، بل يُنتزع بالجهد، والعرق، والتضحية، واللعب الرجولي، والحضور الذهني.
• قمة الدامر اليوم ليست مجرد مباراة تُلعب، بل امتحان حقيقي للإرادة، والجدارة، والروح، والانتماء.
• الهلال يدخلها محاصرًا بالضغوط، لكنه أيضًا مسنود بتاريخ لا يعرف الانكسار، وجماهير لا تقبل بغير الصدارة.
• لا مجال للتهاون الآن.. الكرة في الملعب، والقرار تحت أقدام اللاعبين وحُسن بصيرة الجهاز الفني.
• اليوم، بإذن الله، يُكتب التاريخ مجددًا.. بانتزاع الهلال للصدارة واعتلاء القمة عنوةً واقتدارًا، حيث يجب أن يكون.

0 التعليقات