في الصميم
حسن أحمد حسن
عندما تكون الأم سببًا في انهيار الأسرة دون أن تدرك أن كرهها لزوجها يحوِّل البيت إلى ساحة حرب باردة، لا تُرى فيها الدماء، لكن يُسمَع فيها أنين القلوب...
نلاحظ دائمًا أن الأبناء يتعاطفون مع الأم دون وعي، يرون دموعها، يرون حزنها، فتنمو بداخلهم الكراهية بدلًا من الحب، والعداوة بدلًا من الأمان.
يتعلم الأبناء كيف يُغلقون أبوابهم، لا على خصوصيتهم، بل على أرواحهم المنكسرة... وتنسى الأم أن أول ضحايا خصامها مع زوجها هم أبناؤها.
أيتها الأم الكريمة:
إذا أردتِ أن تنتجي أبناءً أسوياء، فأحبي أباهم، احترميه، اجعليهم يرونه رجلًا عظيمًا بصدق.
كثيرًا ما تكون الأم هي العمود الفقري للبيت، لكن تأتي لحظات يهتز فيها هذا العمود من داخله، فينهار السقف على الجميع، من غير قصد.
حين تكره الأم زوجها، وتبدأ بنقل مشاعرها إلى أولادها، بشكل مباشر أو غير مباشر، يتحول البيت إلى هدوء قاتل… بيت فيه عيون ساكنة، لكن قلوبها تصرخ.
أطفال يكبرون لا يفهمون لماذا الحب مفقود، ولماذا الأمان ناقص، ولماذا الضحكة دائمًا ناقصة… وعندما يرون أمهم حزينة، مكسورة، يحملون الحزن في داخلهم، ويصدقون أن أباهم هو السبب، حتى لو كانت الحقيقة مختلفة تمامًا.
وحين يكره الطفل أباه، أو يراه ضعيفًا أو قاسيًا في نظر أمه، تبدأ صورة الرجولة بالانكسار داخله… أما الفتاة، فعندما ترى أمها تُهان أو تشتكي باستمرار، يهتز بداخلها الأمان، وتفقد الثقة بفكرة الزواج كله، ويتسلل الخوف إلى قلبها، وترسم في مخيلتها صورة قاتمة للمستقبل.
أنا لا أقول للأم: "تحمّلي الإهانة أو الذل"، لكنني أقول: "اجعلي أبناءك يرون العلاقة من زاوية مختلفة… زاوية الاحترام والأمل، لا الألم."
أيتها الزوجة:
احترامك لزوجك أمام أولادك مهم، حتى في ظل الخلاف، لأن ذلك الاحترام يبني بداخلهم توازنًا نفسيًا، ويعلمهم التفرقة بين الخلاف الشخصي والاحترام الأخلاقي.
نصيحة لكل زوجة وأم:
إن لم تستطيعي أن تحبي زوجك، فلا تكرهيه أمام أولادك… وإن لم تستطيعي أن تعيشي في سعادة، فعِيشي في صمتٍ حكيم، يضمن لهم تربة نفسية سليمة ينشأون فيها.
فالبيت، أيتها الزوجة الكريمة، ليس مجرد أربعة جدران…
البيت روح، وأنتِ، أيتها الأم، قلبه النابض
0 التعليقات