الهلال والمريخ في معركة (النخبة) الفاصلة
ـ تتجه أنظار جماهير الكرة السودانية نحو اللقاء المرتقب الذي يجمع بين قطبي الكرة السودانية، الهلال والمريخ، في قمة من العيار الثقيل تحدد هوية بطل بطولة النخبة، حيث يدخل الفريقان هذه المواجهة المصيرية وسط أجواء مشحونة بالتوتر والترقب، والجميع يترقب من سيحسم هذا الصراع الأبدي لصالحه.
ـ بعد فوز المريخ على الأمل عطبرة بهدف دون رد، وفوز الهلال على مريخ الأبيض بخماسية، يدخل الأحمر المباراة بأفضلية واضحة، إذ يكفيه التعادل أو الفوز لنيل اللقب، بينما يدخل الهلال المواجهة بفرصة وحيدة هي الانتصار فقط، وهو ما يجعل المباراة أكثر سخونة وإثارة، وقد تكون من بين أكثر مباريات القمة اشتعالاً في السنوات الأخيرة.
ـ في مباراة الأمس أمام مريخ الأبيض، ظهر الهلال بشكل قوي خلال الشوط الأول، الذي شهد تألق الغربال محمد عبد الرحمن بتسجيله "هاتريك" جعله يتربع على صدارة الهدافين، كما أضاف جان كلود هدفين رائعين أكمل بهما الخماسية الزرقاء.
ـ انخفض الأداء في الشوط الثاني بعدما أجرى المدرب خالد بخيت عدة تغييرات تكتيكية، أبرزها سحب عدد من الركائز الأساسية بهدف حمايتهم من الإرهاق والإصابات قبل لقاء القمة الحاسم.
ـ المحترف الموريتاني الشاب أحمد سالم قدم مردوداً طيباً بعد دخوله بديلاً لياسر مزمل المصاب، وكاد أن يضيف هدفاً سادساً لولا أنه أطاح بالكرة فوق العارضة في الدقائق الأخيرة من اللقاء.
ـ عاد الحارس محمد أبو عشرين للمشاركة بعد غياب طويل، لكنه لم يُختبر بشكل حقيقي، وهو ما يثير تساؤلات حول جاهزيته التامة للقمة.
ـ أما جان كلود فقد نال بطاقة صفراء، وكاد أن يتعرض لإصابة خطيرة بعد تدخل عنيف، مما استدعى خروجه احترازياً والاحتفاظ به للقمة المنتظرة.
ـ سوء أرضية الملعب الذي أُقيمت فيه المباراة لا يليق، خاصة مع نقلها عبر الفضائية السودانية إلى جمهور واسع داخل وخارج البلاد، وهو ما يثير التساؤلات مجدداً حول جاهزية البنى التحتية الرياضية لاستقبال النشاط الرياضي.
ـ الأنظار تتجه كذلك نحو المدرب خالد بخيت، الذي يتطلع لإثبات نفسه في هذه القمة الحاسمة، فالفوز فيها يعني تتويجه ببطولة جديدة تضاف إلى سجله كمدرب وطني، وتحقيق تطلعات جماهير الهلال الغاضبة من فقدان نقاط كان يمكن الظفر بها لولا الاستهتار والأداء المتذبذب في بعض المباريات.
ـ مباريات الهلال والمريخ لطالما اتسمت بأنها خارج نطاق التوقعات ومليئة بالمفاجآت، وقد شهد التاريخ الكروي للفرقتين العديد من السيناريوهات غير المتوقعة، فالتاريخ يقول إن القمة لا تعترف بالأفضل على الورق، بل بمن يملك الروح والانضباط في الملعب.
ـ الهلال، الذي يتربع على عرش الدوري الممتاز كأكثر نادٍ تتويجاً بالبطولة، يتطلع لإضافة لقب النخبة إلى خزائنه تأكيداً على زعامته وتاريخه ولقبه المحبب لجماهيره: سيد البلد، وكبير الوطن، وزعيم السودان.
ـ رغم التحديات والضغوط، فإن الجماهير الزرقاء لن ترضى بغير الفوز، ولن تقبل إلا برؤية الكأس في دولاب النادي تعويضاً عن النقاط التي فقدها الفريق بطريقة غريبة في الجولات الماضية.
ـ قمة (بطولة النخبة) هذا العام لا تشبه سواها، فهي مواجهة للتاريخ، وقصة مجد جديدة ستُكتب في سجل الفريق المنتصر... فهل يقول الهلال كلمته ويفرض زعامته؟ أم يكمل المريخ مشوار تفوقه في البطولة؟
الإجابة تنتظر صافرة الختام!
0 التعليقات