ليس من المقبول أن تظل جماهير نادي الهلال في حالة ترقب وانتظار لمعرفة تفاصيل صفقات ناديها، بينما تأتيها الأخبار من حسابات الأندية الأخرى، كما حدث مؤخراً في صفقة التعاقد مع الظهير الأيسر لفريق مازيمبي، أرنست لوزولو، حيث نُشر خبر انتقاله إلى الهلال عبر الموقع الرسمي للنادي الكونغولي، في حين التزم الحساب الرسمي للهلال الصمت حتى وقت متأخر من مساء أمس.
هذا النهج يثير تساؤلات مشروعة حول شفافية مجلس الإدارة الحالي، ويضعف الثقة بينه وبين الجماهير، وهي علاقة يجب أن تُبنى على الصدق والمصارحة لا على الإخفاء والتجاهل. إن إدارة الصفقات بعيداً عن الجماهير، وبطريقة تقليدية لا تراعي أهمية الإعلام والتواصل، يُعد خللاً كبيراً في زمن أصبحت فيه المعلومة سريعة ومكشوفة، ولم تعد الجماهير ترضى بأن تُعامل كمجرد متفرج يأتيه الخبر من بعيد.
الهلال ليس نادياً صغيراً حتى يُدار بهذه الطريقة، بل هو أحد أكبر الأندية في القارة الأفريقية، وله قاعدة جماهيرية عريضة تطالب –بحق– بمعرفة كل ما يدور داخل ناديها، خاصة في فترات الانتقالات التي تُعد من أهم مراحل الموسم، وفيها تُبنى الأحلام أو تتحطم الآمال.
جماهير الهلال لا تطالب بالمستحيل، بل تطالب فقط بما هو طبيعي ومنطقي: الشفافية، والوضوح، والتواصل المباشر. ومن المؤسف أن تظل إدارة النادي تتعامل مع الإعلام وكأننا في القرن الماضي، حيث السرية والتكتم هما القاعدة، رغم أن كل أندية العالم اليوم تسارع إلى إعلان صفقاتها الجديدة عبر منصاتها الرسمية، وتضع جماهيرها في قلب الحدث لحظة بلحظة.
إذا كانت الإدارة الهلالية ترى في الجماهير عبئاً أو متفرجاً لا حق له في المعرفة، فهي تُسيء التقدير، وتُسيء لنادٍ تاريخه أكبر من الأفراد. وإن استمر هذا النهج، فسنكون أمام أزمة ثقة حقيقية، لا تحلها نتائج المباريات ولا تغطي عليها الانتصارات المؤقتة.
نطالب إدارة الهلال بأن تواكب العصر، وتدير ملف التعاقدات –وغيره من الملفات– بعقلية احترافية، تليق باسم النادي ومكانته. فالهلال نادٍ كبير، ويستحق إدارة بحجم طموح جماهيره، لا إدارة تتعامل مع الإعلام والجمهور وكأنها في عزلة عن الواقع.
0 التعليقات