خفّف الاتحاد السوداني من لهجته الحادة تجاه القمة، واستعاض عنها بلغة ناعمة على لسان النائب الأول أسامة عطا المنان، في محاولة ذكية لاستدرار عطف الهلال والمريخ واسترضاء المجلسين لحملهما على أداء نهائي كأس السودان.
أغرى أسامة القمة السودانية بتأجيل موعد المواجهة إلى الثلاثين من الشهر الحالي، بإضافة أربعة أيام عن الموعد الأول، في محاولة ثانية لغسل كلمات محمد حلفا بماء الورد، ولتجنب نذر المواجهة مع الهلال والمريخ في أول شهر من ولاية المجلس الجديد.
وغير بعيد عن هذا الغزل الصريح، يتجه مجلس الهلال للتجاوب مع خطوة الاتحاد والتراجع عن قرار الاعتذار، خاصة بعد نتائج الفريق السيئة، وللمحافظة على حظوظه في المشاركات الخارجية للموسم القادم.
ونتوقع أن يلتقط المريخ المبادرة ويتفاعل مع رؤية حاكم الاتحاد، ويقرر الناديان المشاركة شريطة أن يجتمعا بالاتحاد ليجيب على الأسئلة التي ظل يتهرب من الرد عليها قبل انطلاقة النخبة.
في مناخ التراجع الجماعي، نقول إن الرابح الأكبر هو الكرة السودانية، فإقامة منافسة تحمل اسم السودان وتُفضي لمشاركات خارجية هدف نبيل وغاية سامية يجب أن تجد التشجيع والمساندة إذا التزم الاتحاد واحترم الأندية.
تجربة أسامة في الاتحاد ونفوذه تجعله مؤهلاً أكثر من غيره لتجاوز المطبات والمنعطفات الصعبة، ولا يلجأ عادة للغة التهديد والوعيد التي استخدمها حلفا في أول تجربة له كرئيس للمسابقات، وهي أهم لجان الاتحاد.
نتوقع أن يبذل أسامة الوعود للقمة، ويقدم كل تنازل ممكن مع بعض المغريات والحوافز لإنقاذ موسمه بعد الفشل مرتين من قبل في إقامة كأس السودان... لكننا لا نثق في وفائه بالتعهدات.
القمة اتخذت القرار في بيان مشترك لكنها لم تسلّم الاتحاد اعتذاراً مكتوباً، وهو ما يعزز فرص التوصل إلى قواسم مشاركة بين الأطراف الثلاثة.
التراجع عن القرار سيحافظ على نسيج مجلس الهلال، لأننا نرى وميض النار من الرماد.
(اعتذار) الهلال والمريخ عن نهائي كأس السودان لا تترتب عليه أية تبعات قانونية، لأنه يختلف في تكييفه القانوني عن (التخلف والانسحاب) من المباراة المعلنة.
انسحب الأهلي القاهري من مواجهة الزمالك في الدوري ولم يتم إبعاده من الدوري أو الكأس أو البطولة الأفريقية.
ويتجه الهلال السعودي للانسحاب من السوبر، ولم نسمع تلويحاً بعقوبات أو تهديداً بالإبعاد.
0 التعليقات