عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

نخبة أم أنخاب ظلم نتجرعها؟!

الصورة
ولا زلت أقول إن الهلال بالنسبة لنا هو الرأس والتاج معًا،
هو مراسينا الآمنة المطمئنة، من بعد رحلة نزوح أرهقتنا،
هو مراكب الشوق التي ستعود بنا إلى دفء أم درمان وحضن الجوهرة الزرقاء.
هو صباحات (الأماني) الحالمة الوريفة، التي نغني لها بتصرّف:
يا صباحات (الأماني).. حتى لو دربك ترنّح في مشاوير (البطولة)،
والجرح ارتدّ بينا لي زمان الآه تاني.
سنظل نناديك ونناحيك:
نحن ما ناسك ما ناسك...
ثم يسمو بنا خيال الشعر، فيرتاد الثريا مع الكبير أبو آمنة حامد،
لنكمل قافية الحزن وحرف الرويّ الذي روته الدموع:
(لو بتلقى زول بحبك زينا
زول بشيلك في عيونه
في ابتسامته وهتافه في شجونه
ما بنعاتبك... لو بتلقى... ما بنعاتبك)
نعم، أيها الهلال المضيء الوضيء،
سلمت سالمًا من عاديات الزمان الرمادي الحزين، وغدر الليالي الكالحات.
بالأمس التحفنا الألم وأنت تصارع من هم دونك قيمة وقامة،
ثم لا تخرج من حلبة صراعهم إلا بتعادل كطَعم الخسارة، بل هو الخسارة بعينها.
ثم لا ندري:
هل نلومك يا سمح؟
أم نلوم السوباط والعليقي؟
أم نعذر الجميع بسبب الزمن المعاند؟
تكاثرت عليك سهام الأعداء — ندرك هذا يقينًا —
ولكن ثقتنا أعظم بأنها ستتكسر جميعها على صلابة عودك،
وقوة عزيمتك، واستحالة هزيمتك عند المواعيد الكبيرة.
ولكننا، برغم كل هذا، تنهشنا أَسِنّة أقلام كُتّابك الكبار،
وهم إخوة لنا نقتسم حبك بينهم وبيننا،
وكلٌّ منا يدّعي أنه ينال النصيب الأوفى والأكبر.
تنهشنا أَسِنّة أقلامهم، ويُسمّم مزاجنا مِدادها،
وهم يكتبون بحبر رمادي متشائم، يُسوِّد الدنيا أمام أعيننا.
من بينهم من يرمي بأوزار النتائج على إدارة النادي بكَيل ظالم،
وهناك من يردم عبد المهيمن ومنظومته بلا رحمة،
ومنهم من يرمي الوزر على اللاعبين دون سندٍ بيّن أو دليل واضح.
ومحبّو الهلال بين هؤلاء وأولئك في حيرةٍ من أمرهم،
وإن كان لي بين أقلام الهلال من رأي، فإني أقول لصديقي خالد ماسا — صبحك الله بخير — إن الإجهاد المتواصل، وقلة الخبرة، بل انعدامها عند بعض عناصرنا، والرهبة واهتزاز الثقة الذي زرعناه فيهم بحديثنا المتكرر عن خطورة غياب المحترفين والمدرب، كل هذا، بالإضافة إلى أسباب أخرى ربما لا تكون منظورة لبعضنا، أدّى إلى هذا التراجع الذي أراه إلى زوالٍ قريب بإذن الله تعالى يا صديقي.
أما بطولة النخبة، فما هي بنخبة، وإنما محنة، ونخبُ فرحٍ حزينٍ يتبادله قادة اتحاد الكرة،اتحاد الحيرة، وهوان المستديرة عندهم، اتحاد الكيمان، ومساخر آخر الزمان.
شارك عبر:
img
الكاتب

نادر الزبير

مدير عام آكشن سبورت

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع