عدد الزوار: 566,475

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

لنا الصدر دون العالمين أو القبر-

الصورة

أهداف ملعوبة

عبدالمنعم محمد سيدأحمد


بالأمس جرى على أرض تنزانيا لقاء العقاب مع أسد الغاب،

صقور الجديان وأسود التيرانغا.

بذل المنتخبان كل ما عندهما من فن وسحر حلال،

تطارحا الإبداع ونثر كل منهما أندر الدر وفاخر العطر،

فتكاملت أشعار الحرية والحماس من شاعر السنغال العظيم ورئيسها ليوبولد سنغور، مع موسيقى برعي وألحان العاقب وصوت وردي،

فرقصت تنزانيا طربًا وهشت داكار فرحًا، وطوت الخرطوم على الجراح كشحًا وعن الغضب صفحًا.

وليلتها قدمت صقور الجديان درسًا أدهش المراقبين وأذهل عقول أساطين اللعبة وكبارها،

فأخذوا يتحدثون بإعجاب عن منتخب عاقته الحرب المدمرة التي تدور رحاها في بلاده، وأهمله اتحاده، واستهانت قدرته على التنافس أقلام من بنى جلدته.

ولكنه، لما حانت ساعة الجد، شمر عن ساعد قوي وعزم حديد، فكان أن تصدر مجموعته، التي وصفها الفنيون والنقاد بأنها "مجموعة الموت"، لما ضمت السنغال ونيجيريا والكونغو وصقور الجديان.

وكان أن خاضها صقور الجديان فألجموا الألسن التي شككت في قدراتهم،

فكادوا أن يسطادوا تماسيح نهر الكونغو، وأسقطوا النسور الخضراء من عليائها، واقتسموا النقاط مع السنغال بطل هذه البطولة في نسختها الماضية، وإن كانت قسمة غير عادلة، وكنا أحق بالنقاط الثلاث لولا ضربة الجزاء التي لم تحتسب.

كادت صقور الجديان أن تظفر بنقاط المجموعة كاملة.

وقد حق أن نذكرها ونطلق عليها وصف الشاعرة آمنة بت بساط، وهي تمدح أخاها محمود قائلة:

"غير خالد مالك تنين،

عرش دود الأربعين،

السيل بوبا..."

إلى أن تقول:

"تغني ليك أم هاني،

ويشهدوا أهل المعاني،

يا الخاتي ريحة الشاني،

كتل ديلاك خبرو جاني،

السيل بوبا،

يا الرأس الماك صغير،

يا القمرة الماك شهير."

وهكذا أعلنت عن نفسها صقور الجديان وكتبت تاريخ القوة والعنفوان بأوضح عنوان.

فشكرًا لكم جميعًا أيها الأبطال،

شكرًا لهذا الجهد والبذل الذي أكد أن المستحيل ليس سودانيًا،

شكرًا أيها الأبطال لهذا النضال الذي بعث فينا الأمل أخضر وأظهر المستقبل أمام أعيننا زاهيًا نضرًا،

وحقًا أجمل من رائحة النضال لم أشم رائحة.

وشكرًا المعلم الكبير، شكرًا ابن غانا لؤلؤة المحيط وفاتنته، شكرًا لشخصك الطيب، وعزمك الوثاب، وفكرك التدريبي الثاقب،

شكرًا لك أيها الرسام النحات وأنت تنحت لنا من صخور المواجع أجمل اللوحات،

شكرًا لك أيها العازف المتفرد الفنان وأنت تهدينا سيمفونية النصر والفرح.

ولاتحاد الكرة العام نبارك الترقي، وفي القلب حسرة وعلى الحلق غصة،

لأننا نؤمن بأنه كان بالإمكان أن يكون الإبداع أعلى وأرفع مما كان،

والفرصة ما زالت أمامكم للاهتمام بأمر الكرة قبل أن يجرفكم طوفان الغضب العارم الذي يمور في الصدور جراء اهتمامكم بالكراسي غير المبرر.

شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع