هلال وظلال
عبد المنعم هلال
ـ أنهى منتخبنا الوطني دور المجموعات في بطولة الشان بتعادل سلبي أمام منتخب السنغال، ليضمن صدارة المجموعة بفضل فارق الأهداف (+4) مقابل (+1) للسنغال. أما منتخبا نيجيريا والكونغو، فقد ودعا المنافسة بعد فوز نيجيريا على الكونغو بهدفين دون رد، لتحتل نيجيريا المركز الثالث بثلاث نقاط، والكونغو المركز الرابع والأخير بنقطتين.
ـ مباراة السودان أمام السنغال جاءت قوية من الناحية التكتيكية، حيث لعب منتخبنا الوطني بتركيز دفاعي عالٍ وانضباط واضح في خطوطه، واعتمد على المرتدات كسلاح مباغت. في المقابل، حاول المنتخب السنغالي الضغط وصناعة الفارق بالسرعة واللياقة البدنية، لكن تماسك الدفاع بقيادة الطيب عبد الرازق ويقظة الحارس حالت دون اهتزاز الشباك.
ـ صلاح عادل كان النجم الأبرز، صال وجال في الملعب، دافع وهاجم، قطع وموّن وجاب كل شبر من أرضية الميدان. لاعب مذهل وغيور، يقطع الكرة ويمرر بدقة عالية، ولم يترك لاعباً من منتخب السنغال إلا والتحم معه، حتى الحارس لم يسلم منه! استحق بجدارة أن يكون رجل المباراة.
ـ محمد تية، أسد مهاجم سريع وقوي، يذكرنا بالمهاجم النيجيري العملاق رشيدي يكيني، وعند دخوله بديلاً للمهاجم علي كبة شكل خطورة واضحة لكنه أضاع فرصة ذهبية كانت كفيلة بإنهاء المباراة لصالح السودان. يحتاج فقط لمزيد من التركيز أمام المرمى ليترجم مجهوده إلى أهداف.
ـ الحارس أبوجا، رغم حفاظه على شباكه نظيفة، إلا أن معظم الكرات التي خرجت من قدميه ذهبت للخصم أو إلى رمية تماس، مما شكل ضغطاً متكرراً على الدفاع. يحتاج أبوجا لأن يكون أكثر هدوءاً ودقة في توزيع الكرات لزملائه.
ـ الطيب عبد الرازق قدم مباراة كبيرة، أظهر ثقة وثباتاً في الدفاع، ولم يكتف بذلك، بل ساهم بفاعلية في الهجمات وتمرير الكرات للأمام. ارتكبت معه ضربة جزاء تم نقضها بعد الرجوع لتقنية الفار. لاعب قلبو حار ويمثل إضافة حقيقية للمنتخب.
ـ عبد الرؤوف بدا عليه التعب والإرهاق الشديد، مما قلل من فعاليته المعهودة في الوسط. اللاعب يملك إمكانيات كبيرة، لكن واضح أن الجهد البدني أثر على مستواه في هذه المباراة.
ـ طبنجة دخل المباراة وهو يبدو مضطرباً، لم يقدم الكثير وافتقد للثقة في التمرير والتحرك. ينتظر منه الجمهور ظهوراً أفضل في مواجهة الجزائر.
ـ موسى كانتي حاول كثيراً في الاختراق والتسديد وصنع فرصاً خطيرة، لكنه أطاح بفرصة مؤكدة وسدد الكرة عالية فوق العارضة. لاعب يمتلك الشجاعة لكنه يحتاج للتركيز في اللمسة الأخيرة.
ـ بصدارة المجموعة، يضرب منتخبنا الوطني موعداً مع نظيره الجزائري في الدور ربع النهائي يوم السبت المقبل، والمباراة لا تقبل القسمة على اثنين، والفوز وحده هو السبيل لمواصلة المشوار.
ـ رغم أن المنتخب الجزائري يعد من المنتخبات الأفريقية القوية بتاريخها الكبير وتماسك صفوفها، إلا أن منتخبنا الوطني يمتلك حظوظاً حقيقية إذا واصل الانضباط الدفاعي ذاته ونجح لاعبوه في استغلال الثغرات التي قد يتركها المنافس تحت ضغط الرغبة في الهجوم المبكر.
ـ يدرك مدرب منتخبنا الوطني الغاني كواسي أبياه أن مباراة الجزائر لا مجال فيها للتعادل أو الحسابات المعقدة، لذا ينتظر أن يعتمد على تعزيز وسط الملعب لمواجهة القوة البدنية الجزائرية، وتفعيل الهجمات المرتدة عبر مهاجم سريع يجيد التحرك خلف الدفاع، مع الحفاظ على التوازن بين الدفاع والهجوم وتجنب التراجع الكامل أمام الضغط الجزائري.
ـ تمثل المواجهة أمام الجزائر أصعب اختبار لصقور الجديان، لكنها أيضاً فرصة تاريخية لكتابة إنجاز جديد. إذا لعب المنتخب بتركيز عالٍ واستثمر فرصه القليلة، فبإمكانه قلب الموازين والعبور إلى المربع الذهبي، ليؤكد أن الكرة السودانية قادرة على مقارعة الكبار متى ما توفرت الجدية والانضباط.
0 التعليقات