عدد الزوار: 566,475

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

صديقتي شلبتني

الصورة

في الصميم

حسن أحمد حسن

مصطلح متداول وسط البنات تحت مسمى "الشلب"، ويعني خطف الخطيب أو الزوج من أقرب الأقربين. قصتنا اليوم حقيقية، ومثلها كثير من القصص المتداولة بأساليب مختلفة لهذه الظاهرة.

لقد أصبحنا في عالم يبدو فيه الصديق هو السند الذي يُعتمد عليه في السراء والضراء، أكثر من الاعتماد على أقرب الأقربين. ومع ذلك، قد تكون خيانة الصديق أشد أنواع الغدر إيلامًا. وهذه الرواية تروي قصة شابة اكتشفت الجانب المظلم من الصداقة عندما تعرضت للخيانة من أعز صديقاتها.

الصديقتان [س] و[ر] درستا معًا منذ المرحلة الثانوية حتى الجامعة، ورغم أن كل واحدة منهما تقيم في حي مختلف، فإن العلاقة بينهما كانت عميقة وقوية لدرجة جعلت الكثيرين يظنون أنهما قريبتان. [س] تقدّم لها [م]، شاب ذو جاه ومال وعقار، طالبًا يدها للزواج. لم تكن بينهما معرفة سابقة طويلة، لكنه جاء مستعجلًا وحدد موعدًا لقولة الخير والخطوبة، التي تمت خلال عشرة أيام فقط، على أن يكون الزواج بعد شهرين.

بدأ الخطيبان في استكمال مطلوبات الزواج. وكعادة كل أم سودانية، جرى تجهيز العروس بما يسمى "الحبس". وخلال تلك الفترة طلبت [س] من صديقتها [ر] مساعدتها في استكمال النواقص، من حجوزات الكوافير والمكياج وغير ذلك، فكان الخروج اليومي والتواصل المستمر بين الخطيب [م] والصديقة [ر].

عندما حان موعد إحضار "الشيلة"، جاء الخطيب برفقة [ر]، وبعد جلسة عامرة بالحديث والكرم، أقنعا [س] ووالدتها بضرورة أخذ الشيلة لتغليفها في شركة متخصصة. حذرت الأم ابنتها من السماح بخروج الشيلة من المنزل، لكن [س] صرخت في وجهها:

"معقولة يا أمي تشكي في صاحبتي [ر]؟! دي عشرة عمر وحياتي… ما بقبل منك الكلام دا."

أمام إصرار ابنتها، وافقت الأم، وتم تسليم كامل الشيلة للخطيب وصديقتها.

لكن عند موعد "سد المال"، أُغلقت هواتف الخطيب [م] وصديقتها [ر]. حاولت [س] التواصل معهما بلا جدوى. وبعد أيام تبيّن أن [ر] سافرت مع أسرتها إلى ولاية أخرى لإتمام مراسم زواجها هي نفسها من [م]، وقد شاهد صديق مشترك العروسين في المطار متوجهين لقضاء شهر العسل خارج البلاد.

حين علمت [س] بالخبر، أصيبت بانهيار عصبي ونقلت إلى أحد المستشفيات، حيث ما زالت تتلقى العلاج من صدمة الخيانة.

إن خيانة الصديقات تجربة مؤلمة ومدمرة؛ أسبابها قد تكون الغيرة أو الحسد، أو الثقة الزائدة، أو اختلاف القيم والمبادئ. لكنها دائمًا تترك أثرًا نفسيًا قاسيًا، وتفقد الإنسان الثقة في الآخرين، بل قد تجعله يتردد في تكوين صداقات جديدة.

ولو أصغت [س] إلى إحساس والدتها وحديث قلبها لما حدث ما حدث. فالاستماع إلى صوت الحكمة والخبرة، والبحث عن دعم الأسرة والأصدقاء الأوفياء، قد يجنّب الكثير من الألم

شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع