همس الهتاف

الواثق عبدالرحمن

لأن "آكشن" ليست مجرد صحيفة، وإنما بوتقة للجمال والإبداع، ومدرسة في التأهيل والاكتشاف والدفع بالأقلام الجديدة الواعدة، فإنني أفسح المجال اليوم في همسي للاخ مالك العمدة قلم واعد، تحليل متقن، ورصانة مميزة، وحرف بليغ. تأملوا هذا التحليل، واحكموا عليه:

ثقة اللاعبين وتكتيك أبياه: كيف أظهر السودان تحسنًا أمام السنغال

• مباراة المنتخب السوداني أمام السنغال في بطولة أمم إفريقيا للمحليين، والتي انتهت بالتعادل، لم يظهر فيها بعد شكل واضح للمنتخب السوداني في طريقة اللعب، خصوصًا عندما تكون الكرة بحوزته، رغم أننا شهدنا تطورًا طفيفًا في أداء المنتخب، حيث لجأ إلى اللعب بالتمريرات الأرضية في أجزاء من المباراة، ولكن دون وضع خطط محددة أو تكتيك واضح من المدرب.

• المبشر في المباراة كان لعبة الضربة الحرة التي نفذها طبنجة إلى عبد الرؤوف، والتي مررها إلى بوغبا، وأدت إلى ضربة جزاء ألغيت بعد الرجوع إلى تقنية الفار. مثل هذه الجمل تظهر بصمة كواسي أبياه في تدريب اللاعبين على أسلوب معين.

• ولكن ماذا لو قام أبياه بتدريب اللاعبين بنفس الأسلوب مع تمرير الكرة من الخلف إلى الهجوم، لتنتج عنه هجمات منظمة تجعل للفريق شكل واضح وشخصية على الملعب؟ فمثلاً، شاهدنا تمريرات أرضية تحركت حتى وصلت إلى داخل صندوق الفريق السنغالي، وشكلت هجمة خطرة كادت أن تتحول إلى هدف لو تعامل معها موسى كانتي بصورة صحيحة.

• اللاعبون الحاليون للمنتخب السوداني يلعبون بثقة كنا نفتقدها في الأجيال السابقة، التي كانت تتسم بالرهبة عند دخول اللاعبين إلى أرض الملعب، خصوصًا عند مواجهة فرق لها سمعة كبيرة أو محترفين معروفين في أوروبا.

• كما أن لدى المنتخب السوداني عناصر ممتازة مثل مازن سيمبو، الذي يبدو مدافعًا واعدًا ويتميز بالهدوء وتمرير الكرات الأرضية، وموسى كانتي الذي يمتلك قدرات هجومية جيدة، وحتى باقي عناصر المنتخب كأفراد لديهم الجودة، لكنهم لا يلعبون وفق شكل محدد، وهو ما يجب أن يدركه كواسي أبياه ويعمل عليه. على سبيل المثال، لم نرَ اللاعبين يجتهدون في إيصال الكرة إلى موسى كانتي وهو في مواجهة مباشرة للمرمى، بل على طرف الملعب، وهي الوضعية التي يفضلها اللاعب وتناسب خصائصه وطريقة لعبه.

• عموماً، يجب أن يستغل المدرب العناصر الجيدة الموجودة ويعمل عليها بشكل أفضل، حتى يستطيع الفريق فرض أسلوبه على الفرق المنافسة ويكون للمنتخب السوداني هوية واضحة على المستطيل الأخضر.

• نبارك للمنتخب السوداني تأهله إلى الدور ربع النهائي في البطولة، ونتمنى أن يواصل مشواره، ويفاجئ الخصوم في كل مباراة، ويقدم أفضل ما لديه في جميع المواجهات القادمة.