وهج الحروف

ياسر عائس

انفردت (آكشن سبورت) في عددها الفائت بالحديث عن تحركات تقوم بها لجنة التسيير الجديدة لنادي المريخ لدعم صفوف الفريق بصفقات نوعية، واللحاق بالميركاتو الصيفي لتعويض فقدان عدد من العناصر، وإحباطها من ذهاب أخرى للهلال على غرار كرشوم والحارس محمد المصطفى. وفي خاطرها القريب احتمال شن الهلال لهجمة جديدة وتجفيف الملاعب من المواهب، حتى القدامى منهم.

تتجه اللجنة برئاسة المهندس مجاهد سهل لإعادة تقليب الدفاتر القديمة، والاستعانة بالحرس القديم، ومنهم الجزولي نوح وبخيت خميس وسيف تيري وعبد الرحمن كوكو، الذين ينشطون في أندية الأهلي، الاتحاد، والنصر بالدوري الليبي بعد أن غادروا الكشوفات الحمراء بطريقة مستفزة، كما قال النمير.

باستثناء نوح، فإن تجربة البقية كانت متذبذبة للحد البعيد، وربما خرجوا من حسابات الأجهزة الفنية لفرقهم، بينما فقد كوكو تألقه السابق.

إجمالاً، نقول إن تجربتهم كانت متعثرة، إلا من قليل إشراقات للمهاجم الجزولي، ولعلهم يجدون في تحركات تسييرية المريخ طوق نجاة لإنقاذ قاربهم الذي يوشك على الغرق، لسببين أساسيين: الأول فني، حيث تراجعت مستوياتهم للحد الأدنى حتى كادت شمسهم تدنو للمغيب ويلفهم النسيان، وربما باتوا مهددين بفسخ عقودهم.

والسبب الثاني قانوني، وهو ما أقرته اللجنة الأولمبية الليبية قبل أيام، وموافقتها على مقترح اتحاد كرة القدم بتقليص عدد الأجانب هذا الموسم إلى سبعة لاعبين فقط، ويصبح العدد خمسة في الموسم القادم. وتم رفع الأمر للوزارة للمصادقة النهائية عليه، وبإعتماده يُلغى الامتياز المخصص للاعبين السودانيين بمعاملتهم كوطنيين. ونعتقد أن هذا القرار هو ما عجل بموافقة اللاعبين المذكورين أعلاه على القبول بأي عرض، خاصة تيري الذي غادر المريخ ووقع لنادي فاركو المصري، وكما أفاد الخبر، هو على استعداد لتقديم اعتذار لجماهير المريخ عن الطريقة التي خرج بها.

القرار الليبي أغلق الباب نهائياً في وجه الحراس الأجانب، وأصبح غير مسموح التعاقد معهم.

بربط الموافقة غير المشروطة للرباعي المذكور على العودة للمريخ، وإعلانهم الاستعداد للدفاع عن ألوانه مجدداً، مع قاعدة (مُكرهٌ أخاك لا بطلٌ)، نجد أن الدروب قد تقطعت بهم بعد صدور القرار الليبي، الذي سيتضرر منه عدد كبير من اللاعبين السودانيين، في ظل سياسة التقشف وتوفيق الأوضاع التي ستطبقها الأندية هناك.

نتوقع هجرة جماعية، وعودة (إجبارية) للسودان و(طوعية) للأندية السابقة من الليبي إلى الدوري الممتاز، وهو ما نتوقع أن يسهم في خفض مبالغ التعاقدات.

الخوف من التشرد سيجبر الكثيرين على لحس تحدياتهم والاذعان للأمر الواقع.