بهدوء
علم الدين هاشم
المريخ اليوم يدفع فاتورة سنوات من الفوضى الإدارية وقرارات المجالس السابقة التي عبثت بتاريخ النادي وأحلام جماهيره؛ من تسجيلات عشوائية أرهقت الخزينة بلا مردود، إلى تفريط في عناصر الخبرة، وصولًا إلى فقدان البوصلة الفنية في مواسم حاسمة. كل هذا قاد المريخ إلى موقع لا يليق باسمه ولا بتاريخه، حتى صار الخروج المبكر من البطولات القارية أمرًا معتادًا.
اجتماع لجنة التسيير الأول يمثل ضربة البداية الحقيقية لإعادة ترتيب البيت المريخي. لكنه أيضًا اختبار قاسٍ للجنة الجديدة التي وُضعت أمام واقع معقد ووقت ضيق، إذ لم يتبقَّ سوى أيام معدودة على إغلاق باب الكشف الإفريقي، فيما ينتظر الفريق مواجهة حاسمة أمام وصيف بطل الكونغو في تمهيدي دوري الأبطال.
لا شك أن القرارات المحورية للجنة التسيير تتركز حول ثلاثة ملفات مصيرية:
• التسجيلات: حسم سريع ومدروس، بعيدًا عن فوضى المواسم السابقة، لاستقدام عناصر تصنع الفارق لا لتملأ الخانات.
• التعاقد مع مدرب كفء وجهاز فني متكامل يمتلك الخبرة في المنافسات القارية، ويضع خطة إعداد محكمة للموسم.
• تحديد مكان وزمان المعسكر الإعدادي بصورة عاجلة، فكل يوم تأخير يعني خطوة إلى الوراء في سباق لا يحتمل التباطؤ.
ولأن الإنصاف واجب، فإن لجنة الانتخابات تتحمل نصيبًا كبيرًا من مسؤولية هذا الوضع، بعد أن تعاملت مع الأزمة الإدارية ببطء يثير التساؤلات، تاركة النادي رهينة فراغ إداري امتد لأسابيع في توقيت بالغ الحساسية. هذا التباطؤ جعل لجنة التسيير الحالية تبدأ عملها تحت ضغط زمني هائل، فيما تتجه إليها كل الأنظار لحل ملفات شائكة كان يفترض أن تُحسم منذ وقت مبكر.
لكن مهما كانت الظروف، فإن الجماهير المريخية لم تعد تقبل بالأعذار؛ هي اليوم تنتظر أفعالًا لا أقوالًا، وقرارات جريئة لا بيانات إنشائية. نؤكد أن لجنة التسيير ستكون في سباق مع الزمن، وبالتالي هي مطالبة بأن تُثبت أنها على قدر التحدي، وأن المريخ قادر على استعادة مكانته القارية وهيبته المحلية.
وما بعد الاجتماع الأول يجب ألا يشبه ما قبله، فالتاريخ لا يرحم، والجماهير لن تغفر أي إخفاق جديد.
0 التعليقات