عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

المنتخب السوداني.. صدارة وجدارة.. وتباشير عودة للمجد الزاهر

الصورة

بلا ميعاد: عوض أحمد عمر

• لم يكن تأهل منتخبنا الوطني إلى دور الثمانية من بطولة إفريقيا للاعبين المحليين (الشان) حدثًا عابرًا، ولا يمكن اختزاله في كونه مجرد بطاقة مرور إلى محطة أهم من المنافسة، بل هو إنجاز يعكس تفوقًا وإجادة مستحقة للمنتخب، ويؤكد أن الكرة السودانية قادرة على استعادة مجدها ومكانتها التاريخية إذا ما وجدت الرعاية والاهتمام.

• أن يتصدر "صقور الجديان" مجموعتهم في ظل وجود منتخبات لها ثقلها الكروي مثل السنغال ونيجيريا، فهو برهان عملي على أن السودان يمتلك مقومات التفوق، وأن المستقبل يمكن أن يكون أكثر إشراقًا إذا أحسن التعامل برؤية ومنهجية ولم يترك للظروف.

• قدم المنتخب أداءً لافتًا اتسم بالجدية والروح القتالية، وأثبت اللاعبون أنهم على قدر التحدي والمسؤولية.

• فالإشادة بهم واجبة، ليس فقط لنتيجة التأهل وصدارة المجموعة، بل للطريقة التي خاضوا بها المباريات، حيث جمعوا بين الإجادة في حراسة المرمى، والصلابة الدفاعية (الشباك لم تهتز إلا بهدف وحيد)، والأداء الرجولي المشرف، والفعالية الهجومية، لتكون المحصلة صدارة مستحقة بلا خسارة.

• هذه الانتصارات، مهما بدا حجمها، تشكل نقطة انطلاق حقيقية نحو إعادة السودان الرياضي إلى موقعه الريادي في القارة.

• اللاعبون جميعهم كانوا أبطال المشهد وقدموا صورة مشرقة للكرة السودانية.

• ساهمت كفاءة وخبرة لاعبي الهلال، الذين شكلوا القوام الأساسي لتشكيلة المنتخب، في الأداء المقنع والنتائج المستحقة، وهو أمر منطقي في ظل توقف النشاط الرياضي المحلي وضعف إعداد المنتخب بالمعسكرات والمباريات التجريبية.

• مشاركة الهلال في البطولة الإفريقية ووصوله إلى دور المجموعات، إلى جانب مشاركته في الدوري الموريتاني، قدمت لاعبين أكثر نضجًا وقدرة على مجاراة طبيعة المباريات القارية واختلاف مدارسها.

• كما لا يمكن إغفال الدور المحوري للجهاز الفني، الذي تعامل بموضوعية وشجاعة في اختياراته، معتمدًا على عناصر جاهزة متجانسة قادرة على صناعة الفارق، حيث جاءت القرارات الفنية متوازنة، والتحضير الذهني والبدني واضحًا على مردود اللاعبين داخل الملعب.

• مشاركة السودان في بطولة "الشان" لم تحقق فقط انتصارات ونتائج إيجابية، بل كشفت أيضًا عن بعض جوانب القصور التي يجب أن يتوقف عندها مجلس الاتحاد السوداني لكرة القدم ولجانه الفنية والإدارية بجدية واهتمام.

• التجربة أظهرت الحاجة إلى وضع استراتيجية متكاملة تهتم باستمرار المنافسات المحلية باعتبارها القاعدة التي يبنى عليها مستقبل المنتخب. من دون منافسات منتظمة، وإعداد علمي، وبرامج تطوير يشرف عليها أهل الاختصاص، لن يتمكن السودان من الاستفادة من هذا الظهور والانطلاقة للمستقبل.

• ما تحقق يجب أن يكون بداية لمشروع طموح وفق استراتيجيات وخطط عمل ممنهجة، لا مجرد لحظة عابرة.

• المؤكد أن المباراة القادمة أمام المنتخب الجزائري تمثل تحديًا جديدًا للنجوم، فالجزائر أحد أقوى منتخبات القارة، وصقور الجديان أمام فرصة تاريخية لتأكيد جدارتهم وتصدرهم للمجموعة بلا خسارة.

• مثل هذه المباريات تصنع الفارق وتمنح اللاعبين دفعة معنوية كبيرة لمواصلة المشوار، والاستعداد بثقة للمشاركة المرتقبة في بطولة المنتخبات القادمة بالمغرب، وكذلك استكمال ما تبقى من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم.

▪️ جوهر الكلم ▪️

• إن صدارة المنتخب الوطني لمجموعته نقطة تحول لا ينبغي أن تُقرأ في إطارها اللحظي فحسب، بل باعتبارها مؤشرًا على ما يمكن أن يبلغه السودان رياضيًا إذا توفرت بيئة كروية سليمة.

• فهي دليل على أن مقومات النجاح موجودة، وأن اللاعبين قادرون على المنافسة ومواجهة أقوى المنتخبات.

• ويبقى القول إن الانتصار الحقيقي لا يكمن في الفوز بالمباريات وحدها، بل في بناء منظومة قادرة على تكرار الانتصارات والتميز، بحيث يصبح الأداء المشرف قاعدة لا استثناء.

▪️ آخر الكلم ▪️

• اليوم، وقد بلغ المنتخب السوداني هذه المرحلة بثقة واقتدار، فإن التحدي لم يعد فقط في عبور الجزائر في المباراة القادمة أو المضي أبعد في البطولة، بل في تحويل هذه التجربة إلى حجر أساس لنهضة كروية شاملة.

• المستقبل الزاهر لن يصنع بالصدفة أو بالنتائج العابرة، وإنما بإرادة قوية، ورؤية ناضجة، وعمل علمي مؤسس.

شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع