في الصميم
سنتطرق اليوم إلى بعض القضايا المسكوت عنها، وهي موجودة بالفعل في بعض الأسر، لكنها تُعدّ من المواضيع الممنوع التحدث عنها أو الإفصاح بها، الأمر الذي يعرّض الزوجة لحالة نفسية سيئة تظهر من خلال تصرفاتها المفاجئة في الحياة اليومية بعد فترة من الزواج.
تقول محدثتي عبر رسالتها إلى بريد عمود (في الصميم) بـ"آكشن سبورت":
زوجي يعاني من عجز جنسي يمنعه من ممارسة حقه الشرعي معي. تحدثتُ معه بصراحة وود حول هذا الأمر، وقلت له: ربما يكون العجز ناتجًا عن أسباب جسدية أو نفسية، وقد تحتاج إلى استشارة طبية. لكنه لم يتمكن من العلاج.
أظهرتُ له دعمي وتعاطفي وأكدت له أن هذا الأمر لا يقلل من حبي له أو احترامي لشخصه. لكنه – للأسف – كان يكذب عليّ ولم يصارحني، وحتى في ليلة الدخلة كان يبرر بأنه مرهق. وعندما طال الأمر بدأ يتعلل بأنه مسحور، وأخرى يقول: إنه "مكتوب عليه"، ويعلم من الذي قام بكتابته ليسحره.
إلى أن جاء اليوم الذي ظهرت فيه الحقيقة، حيث كنت أغسل ملابسه فوجدت أوراقًا وفحوصات طبية داخل إحداها. وبحكم أنني متخصصة مختبرات طبية، علمت من خلال تلك الفحوصات أنه عاجز طبيًا عن القيام بحقي الشرعي، لعلة يعجز الطب عن علاجها.
صبرت على هذه الحالة لمدة سنتين، سمعتُ فيهما الكثير من القيل والقال وكثرة السؤال. وأكثر ما آلمني أن أهله كانوا يقولون له: "أنت مقتدر، فتزوج الثانية والثالثة والرابعة فالشرع محلل لك ذلك". لكنه – للأسف – كان يضحك ولا يرد عليهم، وهو يعلم يقينًا أنه عاجز صحيًا، وأنا ما زلت زوجة بكرًا.
نقول للزوجة:
إذا استمر العجز ولم يتمكن الزوج من العلاج، فقد يكون من حق الزوجة طلب الطلاق.
وفي الفقه الإسلامي: إذا عجز الزوج عن وطء زوجته لمدة سنة، فلها حق طلب فسخ النكاح، بحسب موقع "الإسلام سؤال وجواب".
كما يجوز للزوجة طلب التعويض عن الضرر الناتج عن العجز الجنسي.
ومن المهم استشارة أهل العلم الشرعي لمعرفة الأحكام المتعلقة بحقوق الزوجة في مثل هذه الحالة.
لكن يمكن للزوجة أيضًا أن يكون لها دور مهم في علاج العجز، وذلك من خلال دعم زوجها نفسيًا، والتقرب منه، وملاطفته، وعدم التقليل من رجولته. فالدعم النفسي مهم جدًا في مثل هذه الحالات، إذ إن إظهار الحب والتقدير، والتأكيد على أن الزوجة لا تنتقص من شأنه، مع اهتمامها بمظهرها وزينتها وأناقتها بجواره، يغيّر كثيرًا من شعوره وإحساسه بالنقص بسبب هذا العجز.
فالعجز الجنسي مشكلة شائعة، ولا ينبغي أن يشعر الزوج أو الزوجة بالخجل أو الإحراج منها. والتواصل المفتوح والصادق بين الزوجين هو مفتاح حل هذه المشكلة، مع ضرورة استشارة أهل الخبرة والعلم للحصول على التوجيه الصحيح.
أما إذا استنفدت الزوجة كل سبل الحل، وباتت عاجزة عن الاستمرار وهي ترغب في حقها الشرعي وبناء مملكتها الصغيرة، فمن حقها أن تطلب الطلاق، لكن باتفاق محترم ومتفاهم بين الطرفين.
فالبيوت أسرار… لكن للحيطان آذان.
0 التعليقات