عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

سرقة المتحف القومي السوداني جريمة ممنهجة

الصورة
خليك دبلوماسي
محمد مأمون يوسف بدر

تعرضت واحدة من أهم المؤسسات الثقافية في البلاد للسرقة والدمار. فالمتحف القومي السوداني، الذي يضم آلاف القطع الأثرية التي تعود إلى حضارات عريقة مثل مملكة كوش ونبتة ومروي، وإنسان سنجه الأول، أصبح ضحية للنهب المنظم في ظل انهيار الأمن وغياب الرقابة.
الدمار الذي لحق بولاية الخرطوم جعل المؤسسات الحكومية والثقافية عرضة للتخريب والسرقة. وقد أفادت تقارير محلية ودولية أن المتحف القومي تعرض لعمليات نهب ممنهجة، حيث اختفت قطع أثرية لا تقدر بثمن، بعضها يعود إلى آلاف السنين. هذه السرقة ليست مجرد جريمة ضد التراث السوداني فحسب، بل هي جريمة ضد الإرث الإنساني العالمي، إذ أن العديد من هذه القطع تمثل حلقة مهمة في تاريخ الحضارات الأفريقية والعربية.
في ظل الأزمات والحروب، تبرز عصابات تهريب الآثار التي تعمل بالتواطؤ مع جهات محلية ودولية. وهناك شكوك قوية حول تورط أطراف إقليمية ودولية في عمليات النهب هذه، حيث أن القطع الأثرية السودانية مطلوبة في السوق السوداء العالمية. بعض الدول قد تكون لها مصلحة في إضعاف الهوية الثقافية للسودان، بينما تسعى أخرى لتمويل جماعات مسلحة عبر تجارة الآثار غير المشروعة.
كما تشير بعض التقارير إلى أن القوى الاستعمارية السابقة، التي كانت تهتم بجمع الآثار الأفريقية خلال الحقبة الاستعمارية، قد تستفيد من الفوضى الحالية لاستكمال نهب ما تبقى من تراث السودان. فقد كانت المتاحف والجامعات الغربية تاريخياً تشارك في شراء الآثار المسروقة من الدول التي تعاني من الحروب.
السودان يضم واحدة من أعرق الحضارات في العالم، حيث شهدت أراضيه قيام مملكة كوش التي تنافست مع الفراعنة، كما كانت مروي مركزاً للعلم والثقافة في إفريقيا القديمة. ولكن اليوم، هذا التراث العظيم يتعرض للضياع بسبب النهب والدمار.
إن سرقة المتحف القومي السوداني ليست مجرد خسارة مادية، بل هي ضربة للذاكرة الجمعية للسودانيين وللتاريخ الإنساني ككل. فبدون هذه الآثار، يفقد السودان جزءاً من هويته، وتفقد البشرية شواهد مهمة على تطور الحضارات.
يجب على وزارة الخارجية السودانية والمجتمع الدولي، خاصة منظمات مثل اليونسكو، التدخل العاجل لوضع حد لنهب الآثار السودانية. كما ينبغي على وزارة الثقافة والإعلام أن تتواصل مع المؤرخين وخبراء الآثار السودانيين، وأن تعمل مع المنظمات المحلية والدولية لتوثيق القطع المفقودة ومحاولة استعادتها.
إن سرقة المتحف القومي السوداني جريمة لا تسقط بالتقادم، ويجب محاسبة كل من شارك فيها. فالحرب قد تدمر الحاضر، ولكن سرقة التراث تدمر المستقبل أيضاً.
شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع