عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

(أقمار) حول الهلال …

الصورة
طق خاااص
خالد ماسا

ولطالما تم استخدام تعريف "الجنود المجهولين" في الصحافة للتعريف بأصحاب المهام التي تتم بعيداً عن الأضواء وبعيداً عن طلب المقابل لإنجاز المهام الجسام. ومن هذه النوعية يمتلك الجيش "الأزرق" فرساناً يسرجون خيل الواجب الهلالي متى ما تم النداء وأُذِّن أذان "الفرقة" التي لا يسدها إلا من عجمت عودهم الأيام وامتلأت قلوبهم بالانتماء لنادي الحركة الوطنية.
فعندما يدخل الهلال إلى أرض الميدان ويطرب مشجعيه بإيقاع الانتصارات، يكون هذا هو العرض الأخير لمجهود جبار يتم في "الكواليس"، يتحمله أبناء البيت الهلالي برأسمال المحبة والانتماء، ولا يطلبون من وراء ذلك إلا إرضاء عشقهم للهلال وإحساسهم الباذخ بالواجب البعيد عن التكاليف الرسمية وبطاقات التعريف بالمناصب.
"وليد محمد خليفة" والإمكانات الإدارية لم يحبسها ضيق لجنة المناشط في الهلال، وما تفضلت به الصفحة الرسمية وعرضته عبر مهام وترتيبات استقبال اللاعبين المحترفين وتأمين التحاقهم بالهلال في بطولة النخبة بولاية نهر النيل، ثم الوقوف على كامل استضافة البعثة في بورتسودان وبذل الممكن والمستحيل لأجل ترتيبات انتقال الهلال لمسكر الإعداد للموسم الجديد، بهمة الهلالي المحب وتسخير كل ما هو ممكن لأجل الهلال، يعكس إلى أي مدى أن خزانة أمة الهلال واعدة، وأن اليد الإدارية في الهلال تملك من الموارد ما تستطيع أن تطوع به المستحيل.
في بورتسودان كان ابنها أحمد سالم "باخشوين" نجماً في سمائها، وهو يسابق الواجب نفسه لأجل كل ما يليق باستقبال الهلال والوفاء بكل فروض الولاء والطاعة لأي أمر هلالي يجعل من الهلال كبيراً في مدينته.
ولأنه دائماً يحتفظ بمكانه خلف شاشات جهاز الحاسب المحمول أو خلف عدسة الكاميرا، يصمم ويكتب ويلاحق أخبار الهلال عبر صفحته الرسمية، قد لا يشعر به أحد ولا يُقدَّر الثغرة التي يقف حارساً لبواباتها في الهلال، يبقى جندياً مجهولاً… هو الشاب/ أنس محمد أحمد، يمارس مهنته التي يحبها بشغف دون أي التفات لمعركة جانبية يشعلها الغير حول مجهود مقدَّر يقوم به في الهلال.
يدخل علينا شاب في النصف الثاني من عمره، وهو في حالة من الزهو والفرحة مرتدياً القميص الهلالي في إصداره الجديد، ويحكي عن الشرف الذي ناله بارتداء أول قطعة تم بيعها في المتجر. وهنا تقودنا القصة إلى جنود معلومين في الهلال، كانوا أقماراً أضاءت في الهلال عبر قطاع المعلومات والتقنية والوسائط المتعددة، والذين استطاعوا وبكل صمت ونكران الذات أن يقدموا نادينا بطريقة احترافية بالتصاميم التي زينت القمصان الزرقاء والبيضاء، والتي نقلت الظهور الهلالي إلى مستواه الذي يتناسب ودوره التاريخي في هذا الوطن.
أكد مجهودهم الكبير أن نادي الهلال أكبر من كونه نادياً لكرة القدم، بل هو ارتباط بهذا التراب… بتاريخ هذا البلد، وبأمجاده وجغرافيته وتنوعه. كان كل هذا في مساحة القميص الهلالي التي كان لون الحب والانتماء هو الغالب فيها، ويستحقون عليه الشكر والثناء والاحترام.
النماذج التي ذكرناها هي واحدة من مدارس الحب والولاء لنادي الحركة الوطنية… جنود سلاحهم الصدق والرغبة في خدمة البيت بدوافع تختلف كثيراً عن معارك الظهور الإعلامي أو القبول بالمقابل لقضاء الواجب.
هي نماذج يجب الاحتفاء بها في الهلال، لأنها مبعث للطمأنينة بأنه لا خوف على الهلال في وجودهم. وهم مدرسة جديدة ربما يأتي الوقت الذي ننتقل بهم إلى فضاءات جديدة لا تشبه مدرسة الخلافات وضياع الرصيد الهلالي من الشباب في معارك الانقسامات.
هم الآن يمثلون نواة مدرسة "الكادر" في الهلال، وحواؤها الولود، متسلحين بروح البابا وقاهر الظلام، وبالعلم والمعرفة والتجارب. لن يحتاج الهلال في وجودهم لأي شيء… هم أقمارنا في الهلال، يضيئون عتمة أيامنا بكثير من المحبة، فلهم الاحترام والتقدير.
شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

المقال السابق
فضيحة الخيش!!

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع