بهدوء
علم الدين هاشم
من المتوقع أن يعقد مجلس التسيير الجديد لنادي المريخ اليوم أول اجتماعاته في بورتسودان، في وقت لا يحتمل أي مجاملات أو تضييع للوقت. المجلس أمامه تحديات جسام، أخطرها إعادة بناء فريق الكرة وتجهيزه قبل انطلاقة مشوار دوري أبطال إفريقيا، حيث لم يتبق سوى أسابيع معدودة على أول مباراة. ومع ضيق الوقت وتراكم الملفات، فإن أي تهاون أو ارتجال ستكون عواقبه وخيمة، ليس على المجلس وحده، بل على مستقبل المريخ كله.
التاريخ القريب شاهد على فشل مجالس النمير، حازم مصطفى، وأبوجيبين، رغم توفر المال وقتها. السبب لم يكن قلة الموارد، بل سوء الإدارة، غياب التخطيط، والصراعات الداخلية التي خرجت إلى الإعلام فأفقدت المجالس هيبتها وثقة الجماهير. النمير أغرق النادي في الفوضى، حازم استسلم للانقسامات، وأبوجيبين لم يحسن إدارة ملف الكرة رغم الدعم الكبير. هذه الدروس يجب أن تُحفر في ذاكرة المهندس مجاهد عبد الله سهل ورفاقه، حتى لا يعيدوا إنتاج الكارثة نفسها.
أولويات مجلس التسيير واضحة: فريق الكرة أولًا وأخيرًا. لا معنى لأي إنجاز إداري إذا ظل الفريق يتخبط ويخسر. المطلوب جهاز فني مقتدر، تعاقدات محسوبة، وضبط كامل للانضباط داخل النادي. وإلى حين اكتمال الجهاز الفني، لا بد من الاستعانة بأهل الخبرة الحقيقيين في كرة القدم، لا بمطبلين يبحثون عن أدوار شخصية.
ثم هناك الداء المزمن الذي أسقط المجالس السابقة: الانفلات الإعلامي. التصريحات المتناقضة، التسريبات، والتشاكس عبر المنابر كانت السبب المباشر في انهيار كل مجلس. من اليوم الأول يجب أن يُحسم الأمر بتعيين ناطق رسمي واحد، ومنع بقية الأعضاء من مخاطبة الإعلام. الجماهير لا تريد سماع عشر روايات متناقضة، بل تنتظر أفعالًا واضحة ونتائج ملموسة.
على مجلس التسيير أن يدرك أن جماهير المريخ لن تمنحه وقتًا طويلًا، ولن تتسامح مع الأعذار. أي فشل في ملف التسجيلات، أو في ترتيب البيت الفني، أو في الانضباط الإداري، سيشعل الغضب ويضع المجلس أمام عاصفة لا ترحم.
الرسالة الأخيرة لمجاهد ورفاقه: التاريخ لا يرحم، والجماهير أذكى من أن تُخدع بالشعارات. ابتعدوا عن الإعلام وركزوا على فريق الكرة، فإما أن تكتبوا صفحة جديدة من الإصلاح… أو تكرروا الفشل وتفتحوا على أنفسكم أبواب جهنم!.
0 التعليقات