وهج الحروف
ياسر عائس
ما كان للدكتور معتصم جعفر أن يملك كل هذه الجرأة والشجاعة والاستماتة في الدفاع عن اسمه وتأريخه ومنصبه والمؤسسة التي يرأسها، لولا أنه يتوفر على كامل المستندات والوقائع، والثقة بالنفس لغسل صحيفته وتبرئتها مما أثارته الصحافة، وتوضيح الحقائق.
اختار الدكتور جعفر التاريخ والمكان والمنبر... جلس إلى صحفي معتق جمّرته المواقف والسنوات والتجارب، وما بين المُحاوِر والمُحاوَر والمَحاوِر، خرج ذلك اللقاء الذي أماط اللثام عن واحدة من أعقد القضايا التي هزت أركان الاتحاد خلال الفترة الأخيرة. وهنا لا نستبعد العامل الانتخابي من اختيار توقيت التشكيك في ذمة جعفر قبيل أسابيع من الاستحقاق الانتخابي، الذي أعاده محمولاً على أكتاف التزكية، رغم تحفظنا على الكيفية التي انقضّ بها المجلس على التعديلات، ومباغتة الخصوم بتقديم موعد الجمعية، وقد قدم رئيس الاتحاد تبريرًا يبدو شكليًا مقنعًا.
النقطة الجوهرية في حوار (آكشن سبورت) الذي حرك الساحة وأشعل الأسافير وملأ الدنيا وشغل الناس، ليست في لغة التحدي التي أطلقها جعفر من منصة واسعة الانتشار شديدة التأثير وصوبها بعناية تجاه جهات استهدفت مسيرته، بل في تأكيد ضلوع جهات تنتحل اسم المريخ وحسابه المعتمد لدى الخارج، وتعدد الأقلام والأختام والأشخاص لمخاطبة الجهات المعنية. وقطعا، هذه الجهة ليست مجلس النمير المستقيل، بعد أن تبرأ منها وسارع لنفيها وغسل يديه منها، ما فتح بابًا عريضًا للأسئلة، ربما يعرقل المساعي الحثيثة لملء الفراغ بالنادي عبر التواثق على قائمة وفاقية.
لليوم الثالث، تشتعل الأسافير والمنصات والمواقع بالحوار، الضجة، وتداعيات ما صرّح به الدكتور معتصم، والذي كسرت (آكشن) صمته الطويل بحوار نوعي سيكون له ما بعده.
وجه جعفر رسائل متباينة لصناديق بريد مختلفة، مثلّت عدوًا متخفياً عجز عن الظهور على مسرح الأحداث، وفشل في مقارعة الوقائع، لتقدم (آكشن) نفسها كمنصة للعدالة قبل أن تفصل المحاكم المعنية في المزاعم المُرسلة.
أثبت جعفر من خلال الحوار أن أموال المريخ خرجت من حساب الاتحاد... فهل تملك الجهات التي نسجت خيوط الاتهام الشجاعة للمواصلة في طرح الأسئلة الصعبة، وبلوغ نهاية أشواط السباق، والوصول إلى الحقيقة؟ أم أن الاتهام وتوجيه السهام كان الغرض منه استفزاز جعفر ودفعه للظهور كعمل منسق لمعرفة الفاعل الحقيقي أو يتم تقييد التهمة ضد مجهول؟.
0 التعليقات