عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

لجنة (مجاهد) بين نار التسجيلات ولغز أموال الكاف!

الصورة
بهدوء
علم الدين هاشم

أخيرًا تمخّضت مبادرات أهل المريخ عن لجنة التسيير الجديدة برئاسة المهندس مجاهد عبدالله سهل، لجنة يُنتظر منها أن تعيد للنادي شيئًا من الاستقرار المفقود. لكن المهمة لن تكون سهلة كما يوحي الاسم، فهناك ملفات ساخنة على الطاولة لا تحتمل الانتظار. أبرزها ملف التسجيلات الذي يتطلب دعمًا نوعيًا للفريق بلاعبين محليين وأجانب، والتعاقد مع جهاز فني مقتدر يقود المريخ في تمهيدي دوري الأبطال الذي بات على الأبواب.
غير أن هذا الملف الرياضي الملح لا يقل سخونة عن ملف مالي أشد خطورة: مصير أموال المريخ لدى الاتحاد الإفريقي. فحديث الدكتور معتصم جعفر، رئيس الاتحاد العام لكرة القدم، في حواره مع صحيفة أكشن سبورت جاء كالقنبلة حين أكد بالأرقام أن الاتحاد حوّل كامل مستحقات النادي من “الكاف” والبالغة 770 ألف دولار إلى حساب المريخ، مشددًا على أنه لم يتدخل في أي فلس لصالح نفسه أو لحساب شخصي.
بهذا التصريح سقطت رواية مجالس المريخ السابقة، خصوصًا مجلس عمر النمير، الذي ظل يثير غبارًا إعلاميًا فارغًا قبل استقالته، متهماً الاتحاد العام بتجميد أموال النادي. الآن يتضح أنها كانت مجرد شماعة للهروب من المسؤولية والفشل الإداري.
لكن السؤال يبقى: إذا كانت الأموال حُوّلت بالفعل، فأين ذهبت؟ هل دخلت فعليًا حساب النادي أم تبخرت في الطريق إلى جيوب وأرصدة خفية؟ هنا تكمن الفضيحة، وهنا يجب أن تبدأ المعركة الحقيقية.
المؤلم أن جماهير المريخ لم تجد في عهد حازم مصطفى، ولا أيمن أبوجيبين، ولا عمر النمير، مجلسًا يتحلى بالمسؤولية لمتابعة هذه القضية كما يجب. الكل اكتفى بالتصريحات المضللة والمهاترات الإعلامية، تاركًا أموال النادي رهينة الشكوك لأكثر من أربع سنوات بلا حسم.
الآن، الكرة في ملعب لجنة التسيير بقيادة مجاهد سهل. هذه ليست قضية عابرة، بل امتحان حقيقي للشفافية والكرامة. اللجنة مطالَبة بفتح دفاتر الحسابات، والاستعانة بالمراجعة المالية والقانونية، وإجبار كل من جلس على الكرسي الإداري على كشف الحقيقة كاملة.
النقطة الأخطر أن هذه القضية باتت اختبارًا لمدى جدية اللجنة في مواجهة “أذرع الفساد” داخل المنظومة الرياضية. إن اختارت الصمت أو دفن الرؤوس في الرمال، فإنها ستصبح شريكًا في الجريمة. أما إذا واجهت الملف بجرأة وكشفت أين ضاعت الأموال، فإنها ستكسب ثقة الشارع الأحمر وتؤسس لمرحلة جديدة من الحوكمة والانضباط.
جماهير المريخ اليوم أكثر وعيًا وصلابة، ولم تعد تقبل بالمسكنات أو البيانات الإنشائية. هذا الشارع الأحمر الذي صبر كثيرًا لن يرحم، وسيعتبر أي تهاون في كشف الحقيقة خيانة للنادي وتاريخه. فإما أن تعيد لجنة مجاهد الحق لأصحابه، أو ستسقط هي الأخرى في أول اختبار، لتصبح مجرد رقم جديد في سجل الفشل الإداري الطويل.
شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع