رأي صريح / ياسر قاسم
أخيراً، كسر رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم، د. معتصم جعفر، حاجز الصمت، وفتح ملفاً ظل غامضاً لوقت طويل، وذلك عبر حوار مثير مع هذه الصحيفة "أكشن سبورت". الإجابة الأبرز التي فاجأ بها المتابعين كانت قوله الحاسم: “المريخ ليس له دولار واحد في رقبتي أو في رقبة الاتحاد.. كل مستحقاته تمت تسويتها بالكامل.”
بهذا التصريح، غسل معتصم جعفر يديه من الملف، ونقل الكرة مباشرة إلى ملعب مجلس المريخ المستقيل بقيادة عمر النمير، المجلس الذي انسحب من المشهد الشهر الماضي وترك النادي في ظروف معقدة. لكن، هل يمكن لمجلس رحل أن يلوذ بالصمت بعد ما قاله د. معتصم جعفر في ملف دولار "الكاف"؟
التصريحات التي تلت حديث جعفر لم تقلل من الغموض، بل زادت النار اشتعالاً، فقد خرج نائب الرئيس أسامة الماحي، وكذلك حسن إدريس المسؤول المالي الأول، وأكدا بعدم علمهما بأي تسوية تمت. وهنا تزداد المفارقة: حسن إدريس نفسه كان رأس الحربة في معركة المطالبة بمستحقات المريخ، وهو من ظل يضغط على جعفر والاتحاد الأفريقي “كاف” لاستلام الأموال! فكيف تمت تسوية لم يعلم بها المسؤول الأساسي عن الملف المالي ولا مجلسه؟
هل جرت التسوية خلف الكواليس؟ هل تمت بطرق شخصية بعيداً عن القنوات الرسمية؟ ولماذا غابت الشفافية في أرقام واضحة وموثقة عبر تحويلات “كاف”؟
إنها أسئلة لا يمكن القفز فوقها. صمت مجلس المريخ السابق لم يعد خياراً، خاصة مع اقتراب لجنة التسيير المؤقتة من تولي زمام الأمور. هذه اللجنة بحاجة ماسة لمعرفة الحقائق كاملة قبل أن تبدأ مهمتها وسط تركة مثقلة بالديون والالتزامات.
ما طرحه معتصم جعفر قد يكون إعلان براءة، لكنه في الوقت ذاته فتح صندوق أسرار معقد، والكرة الآن في ملعب قادة المريخ السابقين: هل يواجهون الحقائق بشجاعة، أم يختارون الصمت الذي سيضاعف الشبهات؟؟
0 التعليقات