عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

الفرح مشروع… لكن الخصوصية أقدس

الصورة
بين الناس
أكرم الحلاوي

في زمن أصبحت فيه حياتنا تُعرض على شاشات الهواتف قبل أن تُحفظ في الذاكرة، باتت لحظات الفرح والامتنان تنتقل من خصوصية البيوت إلى العلن بضغطة زر. صور الأطفال، والموائد العامرة، ومظاهر النعم… كلها مشاهد تبدو بريئة، لكنها قد تفتح أبوابًا لمخاطر خفية لا تخطر على البال.
صور الأطفال: مشاركة صور الأبناء تعبير جميل عن الحب والفخر، لكن من الحكمة أن يكون ذلك في حدود المعقول، مع مراعاة خصوصيتهم وحمايتهم من أي استخدام غير مرغوب. فالنشر في فضاء واسع يجعل الصور عرضة للوصول إلى جهات لا نعرفها، لذا يفضل أن تبقى هذه اللحظات بين الأهل والأصدقاء الموثوقين، ليجتمع الفرح مع الأمان.
صور الطعام والنعم: إظهار النعم قد يكون شكراً لله إذا اقترن بحمدٍ صادق في القلب واللسان وخلا من الاستعراض، لكن المبالغة في عرضها قد تثير الغيرة أو تؤذي مشاعر من يفتقدون مثلها. النية الطيبة لا تمنع بالضرورة الأذى أو سوء الاستخدام، لذلك من الحكمة قصر هذه المشاركات على دائرة المقرّبين الموثوقين فقط.
أبعاد قانونية: القوانين في دول كثيرة تلزم بحماية خصوصية القاصرين، والنشر غير المدروس قد يسبب أضرارًا نفسية أو معنوية، وقد يترتب عليه تعويض قانوني.
نصيحة: قبل مشاركة أي صورة أو لحظة خاصة، فكر: هل يمكن أن تسبب هذه المشاركة أذى، أو حسدًا، أو انتهاكًا للخصوصية؟ إذا كان الجواب "ربما"، فالأفضل قصرها على دائرة الأهل والأصدقاء الموثوقين.
ختامًا: إن لحظات الفرح زاد للروح، لكن صيانتها من أعين الغرباء هو صون لكرامتنا وراحة قلوبنا. فكما نحمي منازلنا بالمفاتيح، علينا أن نحمي صورنا وكلماتنا بوعي وحكمة. وما نحفظه لأنفسنا يبقى أجمل وأصدق أثرًا، وما ننشره بغير روية قد يصبح عبئًا لا يُمحى. لنجعل الامتنان خالصًا لله، ولتكن الخصوصية سياجًا يحمي النعم وأحبابنا، فذلك هو الفرح الآمن والشكر الأجمل.
شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع