نبض الكلمة
رندة المعتصم أوشي
في حضرة العطر والضوء، حيث تتمايل الأزياء كقصائد من قماش، وحيث يتنفس الفرح بين دخان البخور ورقص العروس… ولدت ليالي بت الملكة، لتكون أكثر من بازار، لتغدو عرسا للجمال السوداني في أنقى تجلياته.
كان الحضور أنيقًا جدًا ومميزًا، وأضاف حيوية للسهرة. كانت المنصة أول الحكاية، حين خطت نهى فتوته ومي جمال وآمنة الملكة بلمساتهن سطورا من أناقة لا تعرف الحدود. كل تصميم بدا كقصيدة مرسومة، تحمل في طياتها ذاكرة الوطن ورقة الأنوثة. ثم جاء رقص العروس مع الكوتش لنا ساتي وخالتها فائزة عيسى، يملآن المكان ببهجة الدلوكة وألق الطقوس، في مشهد يختصر معنى الفرح السوداني بعد غياب طال لثلاث سنوات.
لكن الحكاية لم تتوقف على المنصة، فقد تسللت إلى الأركان حيث كان السحر يتكاثر. في ركن آلاء العطبراوي، تحول التبخير إلى لغة تُكتب بالدخان، وفي ركن (ياااامي فود) كان ورق العنب والچيز كيك حديث كل الحضور، أشهى من الكلمات وألذ من الوصف. وكانت ميادة صاحبة براند الأميرة، بحضورها وعطورها المميزة، مثل زهرة تتفتح وسط البازار، فيما ملأ الفنان حمادة بشير الأجواء بموسيقى تطرب الروح، وأكملت الفنانة آسيا بنة اللوحة بحضورها الأنيق.
وللرعاة دور لا يقل أهمية، فقد تألقت عطورات العنود كعبير يقود الليلة لصاحبة التوكيل د. سهام شريف، والماسي براند مجنونة جاءت لتكتب فصلاً جديدًا من الجرأة، بينما وعدت الذهبي منتجات أسوم بمفاجآت تأسر القلوب. أما نهى فتوته فكانت حاضرة أيضًا كراعٍ فضي عبربراند (برتي ومان)، ومن المملكة العربية السعودية أضاءت د. هند باقبص الليلة وهي تدشن خطًا جديدًا من منتجات العنود. فيما أبهرت نون عبد المنعم الحضور عبر براند مجنونة بستة منتجات صنعت بحب في الولايات المتحدة الأمريكية، أما مي نميري فكانت الحاضرة الأنيقة عبر براند مستلزمات الجرتق.
ليالي بت الملكة لم تكن مناسبة عابرة، بل كانت كرنفالًا للروح، التقت فيه العطور بالأزياء، والضحكات بالدلوكة، وورق العنب بعبق البخور. كانت قصيدة لم تُكتب بالحبر، بل رُسمت بالأنوثة، ورقصت على إيقاع القلوب، لتعلن أن السودان بلد الفرح والجمال الذي لا يشيخ.
0 التعليقات