عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

أموال المريخ قضية رأي عام... التسويات الصامتة ليست حلاً

الصورة
بلا ميعاد: عوض أحمد عمر

في ظل الأزمات المتلاحقة التي تشهدها الساحة الرياضية، وما يمكن أن تخلّفه من آثار سلبية عميقة على الحاضر والمستقبل، تبرز قضية لا يمكن اختزالها في نزاع عابر بين نادٍ واتحاد، حتى وإن انتهت بتسوية أو اتفاق صامت.
• القضية أكبر من ذلك، وأخطر من أن تُحصر في إطار ضيق، وفي اتهام مقصود ونفي غير مكتمل.
• الحديث هنا عن ملابسات أموال نادي المريخ لدى الاتحاد الأفريقي (الكاف)، والتي لم تدخل الحسابات الرسمية للنادي، استنادًا إلى الشكوى المقدمة من المريخ للجنة الأخلاقيات بالفيفا.
• وهي قضية تجاوزت أسوار المريخ لتصبح شأناً عاماً، لأن الاتهامات التي أُطلقت مسّت ذمة رئيس الاتحاد، الدكتور معتصم جعفر، الذي يتولى منصبًا لا يحتمل أي شبهة أو التباس.
• الحوار الذي أجراه الأستاذ إبراهيم عوض، رئيس تحرير صحيفة أكشن سبورت، مع رئيس الاتحاد كان بمثابة الظهور المنتظر للرئيس، خاصة في ظل الأحداث الكبيرة التي تعيشها الساحة: من النشاط الرياضي المتعثر، إلى استحقاقات المنتخب الوطني، وصولاً للجمعية العمومية وما لازمها من جدل وردود أفعال، ثم قضية أموال المريخ.
• الشارع الرياضي كان يتوقع إجابات شفافة وحاسمة تعيد الثقة وتغلق باب الشكوك، لكن ما صدر لم يكن كافياً، ليس من باب درء التهمة الشخصية، بل من باب المسؤولية المؤسسية التي تستوجب الوضوح والدقة وتقديم المستندات القاطعة، لا الاكتفاء بعبارات عامة لا تختلف عن الصمت غير المبرر.
• فالشارع الرياضي كان ينتظر رداً مباشراً على شكوى المريخ التي زعمت أن رئيس الاتحاد حوّل استحقاقات النادي من الكاف، أو جزءًا منها، إلى حسابه الخاص.
• وهي تهمة بالغة الخطورة لا يجوز مواجهتها بالصمت أو التجاهل، لأن مجرد السكوت يفتح باب التأويلات ويغذّي الشكوك.
• كان الأجدى أن يأتي النفي مدعّمًا بالمستندات، يوضح أن المريخ تسلم أمواله كاملة وفق الضوابط، وأن يُحال مجلس المريخ إلى لجنة الانضباط إن ثبت تجاوزه، كما فعل الاتحاد في قضايا أقل شأناً.
• القضية هنا لا تتعلق بالدفاع عن سمعة شخصية فحسب، بل بقدسية المنصب وحماية المؤسسة الرياضية من الانهيار القيمي والمؤسسي.
• المطلوب ليس الثقة العمياء في نزاهة الرئيس—وهو ما لا يختلف عليه الخصوم قبل الأنصار—بل المطلوب إعمال الشفافية وتقديم الحقائق بوضوح، لأن المنصب العام لا تحميه السمعة وحدها، وإنما تحميه المؤسسية والالتزام الصارم بالإجراءات الرسمية.
• الأسئلة التي تتناقلها الأوساط الرياضية مشروعة ومباشرة: أين ذهبت أموال المريخ كاملة؟ متى وكيف استلمها النادي؟ عبر أي قنوات رسمية؟ وهل جرى استخدامها لتسوية ديون تخص بعض قادة الاتحاد؟ هذه أسئلة لا يليق أن تبقى معلّقة في الهواء، تُتداول بين الجماهير في غياب رد رسمي، فيما يلتزم الاتحاد الصمت ويعجز المريخ عن إعلان موقف قاطع بالمستندات أيضًا.
• أخطر ما في الأمر أن الجميع صمت: الاتحاد لم يوضح، والمريخ لم يعلن استلامه، والشارع ظل يتلقى الروايات المتناقضة حتى امتلأت الأجواء بالشك والظنون.
• وهذا ما يجعل الأمر قضية رأي عام تتجاوز حدود المريخ وحده.
• الدكتور معتصم جعفر، وبشهادة الجميع، رجل فوق الشبهات، لكن هذه القضية أكبر من النوايا الحسنة، وأخطر من أن تُترك لمبدأ "حسن الظن". إنها قضية منصب عام، ومسؤولية أخلاقية، وواجب مؤسسي يقتضي أن يُصارح الاتحاد الرأي العام بالمستندات الكاملة، لا بالتصريحات المبسترة.
• الصمت لم يعد خيارًا، والشفافية لم تعد ترفًا.
• هي اليوم صمام الأمان لحماية المنصب، وصيانة الاتحاد، وإعادة الهيبة للرياضة السودانية.
• إن التوضيح الشفاف عن أموال المريخ: كيف استلمت؟ ومتى؟ وبأي إجراءات؟ أمر لا يقبل التأجيل، لأنه ليس دفاعًا عن شخص، بل دفاعًا عن مؤسسة بحجم الاتحاد السوداني لكرة القدم.
▪️ آخر الكلم ▪️
• القضية لم تعد شأناً مريخيًا خاصًا، بل قضية رأي عام، ومسؤولية تاريخية، إما أن تُبنى على الشفافية والوضوح التام، وإما أن تُترك لرياح الشكوك والعصف بالثقة.
• لا تزال الفرصة أمام رئيس الاتحاد والاتحاد للتوضيح الشفاف بعيدًا عن الموازنات والتسويات الصامتة.
Omeraz1@hotmail.com
شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع