وهج الحروف

ياسر عائس

قدم نائب رئيس الهلال سردًا مُحكمًا لكيفية إدارة النادي طوال السنوات الأخيرة، وأهمها الفترة الاستثنائية عقب اندلاع الحرب ومغادرة الفريق والطاقم الفني والمجلس والمكتب التنفيذي خارج السودان للوفاء بالالتزامات الأفريقية والتنافسية، لتلافي ارتداد الغياب عنها وفقدان المحترفين.

قدم المهندس العليقي تقريرًا مسنودًا بالأرقام، يبدو في ظاهره أن الهلال – رغم ظروف الحرب – استعاد زمام المبادرة ونهض مجددًا بعد أن تراجع مؤشر التطور.

إذا ركّزنا على محور الأبطال، يبدو أن التخطيط حدد دور ربع النهائي كسقف مرحلي. هذا الافتراض يتناقض كلية مع المشروع الذي بشّر به المجلس، والذي استهدف الفوز بالأبطال بنهاية عقد فلوران.

الظهور الأنيق لنائب الرئيس في قناة "مشاهدة" وبرنامج "محضور" لفت الأنظار، وجدد مكانة الهلال في قلوب المتابعين كواحد من الأندية المؤثرة في المحيطين العربي والأفريقي.

الحوار أجاب على عدد من الأسئلة الحائرة، لكنه لم يكشف كل الغموض.

دعونا نختلف مع الأخ العليقي في نسب النجاح التي طرحها عبر البرنامج، والتي بلغت (ثمانين في المائة) حسب زعمه. من هي الجهة التي تحققت وأصدرت التقرير؟ وهل هي مستقلة أم تابعة؟ وما هي المعايير والمنهج والأسلوب الذي اتُبع للتحقق من المزاعم؟ وهل هناك معيار علمي ومؤشرات مستمدة من برنامج وخطة عمل قبل الدراسة؟ وهل هي موثوقة وشفافة وذات مصداقية؟ وهل قارنت بين المشروعات المسبقة ومستوى التطبيق قبل أن تُصدر تقريرها؟

هذه الأسئلة تجعل من حديث العليقي مجرد أرقام للاستهلاك الإعلامي لا يُعتد بها.

الخطأ الأكبر يكمن في إصرار العليقي، ومن خلال موقعه كنائب للرئيس ورئيس للقطاع الرياضي، أن يكون شحيحًا ومتردّدًا مع الإعلام الأزرق، ويتّبع سياسة صارمة في التكتم والتعتيم الإعلامي، بدليل أن ما جرى على لسانه وما تدفق من معلومات غزيرة عبر قناة "العربية"، لم يتفضل به ويتكرم على الموقع الرسمي للنادي.

هل هناك مشكلة بين العليقي والإعلام الأزرق عمومًا، ومع المنسقية الإعلامية للنادي تحديدًا؟

نثمن سعي "العربية" لاستنطاقه، وموافقته، ونثمن جهود الأهلة الذين رتبوا لهذا اللقاء، ولكن ألم يلاحقه إعلامنا للحصول على ذات المساحة والتصريحات؟.