أهداف ملعوبة
عبدالمنعم محمد سيدأحمد
المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة
وسألني صديقي:
– هل تبارك للاتحاد العام فوز المنتخب؟
وجاء ردي:
عايشت لقاء صقور الجديان ونسور نيجيريا الخضراء منذ بدايته، أو حتى قبل بدايته، بمزيج من الخوف والرهبة والأمل.
وكان الخوف هو الأول والأكثر سيطرة على قلبي، وذلك من واقع الإهمال الذي تعيشه كرة القدم في ظل هذا الاتحاد (العام)، والعام هنا أقصد به الاتحاد الذي سبح في بحر الفشل حتى غرق.
وهنا تحضرني جملة صغيرة عابرة، لكنها معبرة، بل هي بيت القصيد، قالها المحلل الشاطر أيمن يماني بشكل عفوي وربما لم يلتفت إليها أحد:
قال أيمن:
– " لو أن الاتحاد العام أحضر هذا المنتخب قبل أسبوع واحد من الموعد الذي حضر فيه، لما تعادلنا مع الكونغو."
هذا حديث رجل يحسب الأمور الفنية المتعلقة بالتحضير والإعداد البدني والنفسي والتأقلم وما إلى ذلك باليوم والساعة.
فلماذا تأخر وصول المنتخب قبل فترة كافية؟ ومن المسؤول عن هذا التأخير؟ أليست لجنة أسامة عطا المنان التابعة للاتحاد العام؟
ولكن يا أيمن اليماني، ليتك سألت وبحثت وتقصيت حول متى وكيف تم تجميع أفراد هذا المنتخب وكيف تم إعدادهم.
منتخب كان إحساس مدربه بالمسؤولية أعلى وأعظم من إحساس قادة الاتحاد ولجنة أسامة عطا المنان. أما إحساس أفراده، أبطال النزال، فقد كان فوق إحساس الجميع وأعلى.
إحساس أبطال تحدوا كل الظروف، وترفعوا بشموخ وعزة عن كل إهمال تعرضوا له، فقط لأن شاغلهم كان الوطن، وحالة الحزن التي تلف شعبه. فكان همهم الشاغل أن يخففوا عن شعبهم هذه الأحزان بكل ما يملكون من عزيمة وقوة وشكيمة.
نعم، كان إحساسي بالخوف نابعًا من علمي بتقصير الاتحاد واهتماماته التي ليست من بينها كرة القدم ورفع شأنها.
أما الرهبة التي لازمتني من قبل اللقاء وحتى بدايته، فكان مبعثها اسم نيجيريا وسمعتها وعلو كعبها في مجال كرة القدم، وعظمة الأسماء التي قدمتها للعالم.
أليس في هذا ما يثير الرهبة والخوف لأقوى قلب وأشد رباط؟
أما الأمل الذي تدثرت به وانطوت عليه جوانحي، فهو إيماني بصلابة الأبطال وقوة عزائمهم عند البأس، واحتدام الوغى، واشتعال عرصات النزال.
كيف لا، وقد قادهم في يوم النسور نمر فاتك، ألا وهو بوغبا النمر، البطل الذي لا يكل ولا يمل، وكأنه المعنى بقول شاعرتنا بنونة بت المك، رحمها الله:
– "خلوات صدره في علم الحروب كم قرن، وسيفه بينسف الدرع الحديدو مقرن."
عفوًا، اتحادنا العام، عفو من يعلم أنه لو لم تتهافتوا على الكراسي وانشغلتم عن أمر الكرة، لكان لنا اليوم أفضل مما كان.
وشكرًا لشبابنا، ليوث الوغى، حماة الحمى.
والحديث قادم، إن مد الله في الأجل.
0 التعليقات