عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

بوح الينابيع

الصورة
نبض الكلمة
رندة المعتصم أوشي

ترتاحي فوق الأمسيات
تلقي الحبايب لس في
اريتني لما الليل يضيع
في المجلس الدافي الوفي
هذا هو الشوق الجامح، الشرود الذي صحب مبارك بشير كل أو أيامه القصيرات ٠٠ في آداب جامعة الخرطوم، في (برلين) ، المانيا،
والليالي الطوال ، والبرد الذي ينقر العظم ، تتناثر ثلوجه كالعهن على
رصيف الطرقات الباردة٠
كان مبارك يتدثر بأشواق ،ووجد، وحنين ، يدس كل ذلك ، يدونه في
قلبه ، في جواز سفره٠
لم تستطع الظروف وتقلباتها أن تضع ستارا على انتمائه الراسخ، لأهله، لوطنه٠
في رحلة اغتراب لم تدم طويلا ، أعجزه التحليق ، أضناه البوح بعذب الأشعار، اشقاه الحبس العتيد في مدائن الاسمنت ، والاسفلت ، وكيف
لعصفور أن يغرد؟ ، واين البيدر اين؟
الصباح ، اين المساءات ، اين الاصائل المترفة بغناء الزراع وأهازيجهم ،والنيل يلثم الشط ، وشمبات مزار ،كعبة طافت حولها أصداء الغناء، والاشعار، وصيحات المتصوفة٠ مشاهد تهب مثل غمامة أمام عينيه٠
أفلت العصفور من محبسه ، بسط جناحيه ، فكانت ( يا نسمه) ؛ ولعلنا
نعي الرمز والترميز ، هل ( نسمه) هي ذكرى حبيب ، أم هي لهفة وتبريح ٠٠أم ماذا ؟ قل لي٠
رسم الشاعر المجلس الدفيء ، الأحبة ، والليل الذي يثقل الخطو،
يفتح نوافذ لأنس وسمر حميمين٠
ثم يزداد ضرام الأشواق، وعذاب الانتظار ، ثم يزجي التفاتة إلى أحد أرق مفردات لغتنا ، ابلغها تصويرا، (المحنة) ، هو توطين ، ( سودنة)
للمفردة :
قبال تجي
رشي المحنة في كل دار
كل ال بيسأل طمني
ونحن أناس ، نبكي ، نذرف دموعا
حرى ، ساعة وداع ، نجهش بكاءا
اذا التقينا٠
عروس الروض يا ذات الجناح يا حمامة٠
الياس فرحات أرسل ( ذات الجناح)،
يبث لواعج شوق ممض٠ ذات الرسالة التي بثها مبارك بشير، غير
أن رسول مبارك كان ( نسمة) فتأمل! ٠
وكثير من أشعار الغناء اتخذت هذا الاسلوب :
جانا الخبر شايلو النسيم
في الليل
يوشوش في الخمايل
هش الزهر بكت الورود
سالت مشاعر الناس جداول
وبعد ، هذا هو مبارك بشير ، رومانسية مترفة ، وهذا الصرح الجمالي من التعابير، ليس اختصارا على الأزجال والتواشيح العاطفية، بل هو خيوط ملونة في مرسمه ، في منوله البديع ، تراها في اغنياته الوطنية ، كتب في (عرس الفداء) التي تغنى بها محمد وردي:
نلتقيك اليوم يا وطني
حديث ايضا عن اللقاء ، في النيل،
في العتامير ، في التاريخ، وتحت
أقواس النصر٠
مبارك بشير يضع عطرا ، يصمم أحاديث وتعابير ومفردات لينة،.رقيقة ، في كل محتوى ، فتبلغ الرسالة غاياتها٠
شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع