الفاضل حسن (سقراط)
الانضباط كلمة ارتبطت بالمنظومة العسكرية، وهو أساس النجاح العسكري وكذلك كل النجاحات الأخرى. فعلى سبيل المثال، عندما نقول إن الفريق كان منضبطًا تكتيكيًا، فإننا نعني أنه التزم وطبّق استراتيجية الجهاز الفني وخطة اللعب المعدّة مسبقًا، مما مكنه من تحقيق النتائج المرجوة والفوز بالمباراة.
هناك انضباط آخر يمكننا أن نطلق عليه "الانضباط الإداري"، وهو ما نراه في مجلس الإدارة والجهاز الفني. ونحن هنا نخاطب نادي الهلال السوداني؛ فقد استطاع الكابتن خالد بخيت إنشاء جهاز فني مصغّر ومختصر، تمكن من الفوز بكأس النخبة وكأس السودان، وكانت كلمة السر هي الانضباط.
ومثلما وجدنا الانضباط الإداري في الجهاز الفني، وجدناه أيضًا في مجلس الإدارة بقيادة الشاب الطموح العليقي. لكن ليس كما يُشاع بأن العليقي وحده من يدير ويتحكم في مجلس إدارة الهلال، بل هناك تناغم فكري ورؤية مشتركة بينه وبين الرئيس السوباط، ومعهما مدير الكرة الناجح، الجندي المجهول في الهلال، الكابتن عبد المهيمن. هذا الثالوث الناجح هو من ارتقى بالهلال إلى هذه الطفرة غير المسبوقة، عبر التخطيط السليم ووضع لبنات بناء الفريق، ولا بد من الوصول إلى نهاية المشروع وإن طال الزمن.
لقد كانت سرية التسجيلات الأخيرة جزءًا من إدارة المشروع بحكمة، مما جعل كواليس الهلال أكثر تشويقًا لدى المتابعين في كل القروبات الرياضية. هذا التخطيط السليم منح الهلال اسمًا لامعًا في القارة الإفريقية وعلاقات محترمة مع أفضل الأكاديميات الإفريقية، وامتدت هذه السمعة إلى الصحف الأوروبية (مثل صحيفة ماركا الإسبانية)، حتى أصبح الهلال معبرًا لأي لاعب إفريقي نحو أوروبا.
إن التطور المستمر الذي يعيشه الهلال هو نتيجة للبذل والعطاء من أبناء الهلال المخلصين، وعلى رأسهم السوباط والعليقي. وسيكتب تاريخ الهلال أن السوباط والعليقي قادا الفريق في أصعب وأحرج الظروف التي مر بها الوطن الحبيب، وتحمّلا المسؤولية بكل شجاعة ونكران ذات. ونتضرع إلى المولى القدير أن يكون هذا الموسم موسم تتويج الهلال بالأميرة السمراء، بإذن الله.
0 التعليقات