طق خااااص
خالد ماسا ..
كانت ليلة أمس الأول بالنسبة للشغوفين بأخبار نادي الهلال ليلة طويلة جداً، لم تتوقف فيها أنفاس المتابعة لمنصات الأخبار، وهي تريد أن تعرف أين سيعسكر النادي وأي دولة سيختار.. هل هي تنزانيا التي أعلن عنها النادي عبر صفحته الرسمية، وبعث إليها مدير الكرة للقيام بالترتيبات، أم هي رواندا التي صرّح بها المدرب في أول حواراته مع صحيفة رومانية، وظهر فيها مسؤول العلاقات العامة بالهلال يقوم بتقييم إمكانية قيام المعسكر وأشياء أخرى (غير مفيدة) للهلال، سنعود إليها بالتأكيد في ذات سياق تناولنا للتعاطي الإعلامي المُضِر بالهلال.
ظهور رجيكامب مرتدياً (الجلابية) في إطار حملة تقديمه لجمهور الهلال كان نقلة احترافية تليق بالنادي، وقدمت رسائل تعكس التقدم خطوات كبيرة في بروتوكول النادي لتسويق صفقاته هذا الموسم. إلا أننا هنا نود أن نتتبع مؤشرات السلوك الاحترافي الذي يقابل ذلك من طرف الروماني نفسه، ونعتقد بأنه أرسل بعض الرسائل التي تحتاج للمراجعة، كان أولها في حواره المذكور أعلاه بالحديث عن بطولة الأبطال الإفريقية، وهو الذي لم يشاهد بعينيه اللاعبين الذين سيحقق بهم حلمه، ولم يقف بعد على إمكانياتهم، ولم نقرأ في سيرته الذاتية أنه قارئ للكف، اللهم إلا إذا كان يظن أن تحقيق البطولة متوقف عليه هو وليس على اللاعبين.
المعلوم بالضرورة هو أن قيام معسكر الفريق بتنزانيا هو خيار مجلس الهلال، وذلك بمبررات نراها منطقية جداً، ابتداءً من أن ملاعبها هي خيار الهلال الأول والمجرّب لأداء مباريات الأبطال، ولسابق علاقات أقامها المجلس مع الأندية التنزانية تتيح الملاعب والمباريات الودية، ولاختصار زمن تجميع اللاعبين الوطنيين المتواجدين مع المنتخب في زنجبار، بالإضافة إلى التزام المجلس مسبقاً بالمشاركة في بطولة سيكافا التي ستقام في تنزانيا نفسها، وبالتالي فالعقل والمنطق يرجحان الخيار الذي اختاره المجلس.
ذهاب موظف العلاقات العامة إلى كيجالي من الواضح أنه كان نزولاً لرغبات غير مفهومة للمدرب الجديد، واستجابة لمزاج (بلدي) خالص لن يستطيع الروماني تبريره سوى أنه (مزاج) لا يمت للاحترافية بشيء، ويكشف عن أنه لم يقرأ التقارير التي قُدمت له بخصوص الأيام المتاحة أمامه لبداية الإعداد، والظروف المحيطة بالنادي، والتزامات المنتخب والدوري المحلي، وتوقيت بداية البطولة التي وعد بها، ولم يذكر هو مبرراً واحداً لاختيار رواندا دون غيرها لمعسكر الهلال.
حسم قرار قيام معسكر الهلال في تنزانيا هو انتصار لاحترافية مجلس الهلال على الطريقة (البلدي) التي فكر بها الروماني في هذا الأمر، ورسالة قوية في بريد المُراسل وموظف العلاقات (الخاصة) لالتزام حدود وظيفته في الهلال.
وإذا كانت رواندا هي خيار رجيكامب، على الرغم من اطلاعه على منطق المجلس في اختيار تنزانيا، فإن هذا (ركوب رأس) وروح لن تجعله يعمّر كثيراً في الهلال، وسيخلع (الجلابية) قبل أن يتعود عليها.
0 التعليقات