تُعد الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان أهم التحديات التي تواجه الصحة العامة في العصر الحديث، لما لها
من قدرة على الانتقال بين الكائنات الحية المختلفة، والتسبب في أوبئة عالمية.
تنتقل هذه الأمراض من الحيوانات إلى الإنسان بطرق متعددة، منها التلامس المباشر، أو
استهلاك منتجات حيوانية ملوثة، أو من خلال نواقل مثل الحشرات والقراد. ومن أبرز هذه
الأمراض: السالمونيلا، البروسيللا (الحمى المالطية)، داء الكلب (السعر)، الجمرة الخبيثة،
وداء المقوسات، وغيرها من الأمراض التي قد لا تظهر أعراضها إلا بعد تطور الحالة.
وتزداد خطورة هذه الأمراض في المناطق التي تعتمد بشكل كبير على تربية الحيوانات، أو
التي تفتقر إلى ممارسات الرقابة البيطرية الفعالة، أو التي تشهد اختلاطًا مباشرًا بين
الإنسان والحيوان في البيئات الريفية أو الأسواق التقليدية.
تلعب الرقابة البيطرية، ونظم الإنذار المبكر، والتطعيمات، دورًا محوريًا في الحد من
انتشار هذه الأمراض. كما أن رفع الوعي المجتمعي حول طرق الوقاية، وأهمية النظافة الشخصية
والتعامل السليم مع الحيوانات، يساهم بشكل كبير في تقليل معدلات الإصابة.
إن مكافحة الأمراض المشتركة تتطلب نهجًا تكامليًا يعرف باسم "الصحة الواحدة"
One Health، والذي يجمع بين جهود الطب البشري والطب البيطري والعلوم البيئية، للتعامل
مع هذه التحديات الصحية العابرة للأنواع.
وفي عالم اليوم، حيث تتزايد حركة التجارة والسفر، يصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى
أن يكون هناك تنسيق دولي ومجتمعي لحماية الإنسان من هذه التهديدات الصامتة.
Mahmodmahmood443@gmail.com
0 التعليقات