الرياض – آكشن سبورت
بابتسامة يغلب عليها الامتنان، وبصوت يحمل مزيجاً من الألم والرضا، طمأن الأستاذ عبدالباسط سبدرات، وزير العدل الأسبق، والأديب، والرياضي، ورجل المجتمع المعروف، محبيه على صحته بعد أن تعرض قبل أسبوعين لحادث مروري في الرياض، ألزمه السرير الأبيض بالمستشفى السعودي الألماني وخضع على إثره لعملية جراحية دقيقة.
ورغم ما خلّفه الحادث من كدمات في الوجه وآلام في موضع الجراحة، يؤكد سبدرات أنه بدأ يستعيد عافيته تدريجياً، مضيفاً بامتنان:
"الدعوات الصادقة، والزيارات، ورسائل المحبة التي تلقيتها، كانت دواءً لروحي قبل أن تكون جسدي، وخففت عني الكثير من الألم".
من صلاة الفجر إلى غرفة العمليات
يحكي سبدرات عن لحظة الحادث قائلاً:
"في فجر الجمعة قبل الماضية، خرجت إلى المسجد القريب من منزلي، كان الطريق هادئاً، والنسيم بارداً، لكن فجأة، ومن حيث لا أتوقع، صدمتني سيارة. فقدت الوعي تماماً، وحين فتحت عيني وجدت نفسي في المستشفى بعد ساعات".
ويضيف بابتسامة ممزوجة بالشكر:
"الشاب الذي صدمَني سعودي الجنسية، أوقف سيارته فوراً، وحملني بيديه إلى المستشفى، وظل يبحث عن أسرتي. لم أكن أحمل هاتفي أو بطاقتي، ودخلت المستشفى كمجهول حتى تعرف علي أحد الأطباء وأبلغ أهلي".
الحادث تسبب له في كدمات بالوجه والعينين، وشق في الحوض استدعى الجراحة، لكنه يقول بإيمان راسخ:
"أحتسب الأمر عند الله، وأسأله أن يجعل ذلك كفارة".
برنامج علاجي ورحلة تعافٍ
بعد مغادرته المستشفى، وضع الأطباء لسبدرات برنامجاً علاجياً منزلياً، مع مواعيد محددة لزيارة المستشفى لمراجعة حالته، وإجراء الفحوصات اللازمة لضمان تعافيه الكامل، مؤكداً أنه يسير في رحلة الشفاء بثبات وإصرار، متسلحاً بالدعاء، والحب الذي يحيط به من كل جانب.
زيارات محبة ورسائل وفاء
في أجواء إنسانية دافئة، استقبل سبدرات عدداً من الشخصيات التي حرصت على الاطمئنان عليه، بينهم السفير محمد إبراهيم الباهينائب رئيس البعثة الدبلوماسية السودانية بالمملكة العربية السعودية، والسفير الدكتور كرار التهامي الأمين العام السابق لجهاز شؤون المغتربين، ورئيس رابطة جماهير الهلال بالرياض سمير عبدالمطلبونائبه عبدالباقي النعمان، والقطب الهلالي عباس السجانة، ووالاستاذ أكرم الحلاوي، والدكتور الإعلامي محمد عثمان مقدم برنامج فتاوى الذي كانت تبثه قناة الشروق، والإعلامي محمود الجيلي من قناة العربية، إلى جانب رئيس تحرير "آكشنسبورت" إبراهيم عوض ونائبه الخير فاروق.
ذكريات الحرب والهروب من الجنجويد
خلال جلسة امتدت لساعات، عاد سبدرات بذاكرته مع ضيوفه إلى أيام الحرب قائلاً:
"اضطررت لمغادرة منزلي في أركويت بهوية مزورة، حتى أتجنب بطش الجنجويد الذين استباحوا البلد وأهانوا الناس ونهبوا ممتلكاتهم. عبرت إلى قرية ود راوة، ومنها إلى القضارف، وكان ذلك ضرورة لحماية نفسي".
لقاء نادر مع صدام حسين
ثم انتقل بحديثه إلى بداية التسعينيات، حين كان وزيراً للإعلام، فزار العراق برفقة وزير العدل آنذاك الراحل عبدالعزيز شدو:
"استقبلنا الرئيس الراحل صدام حسين بسرعة وصولنا إلى بغداد، وهو أمر غير مألوف، إذ كان الضيوف ينتظرون أياماً قبل لقائه. أهداني مسدساً وأهدى شدو مثله، وأهديته أنا (سبحة) رغم أن البروتوكول يمنع تقديم أي هدية للرئيس، لكنه قبلها بابتسامة وشكرني عليها".
محطات من المسيرة الأكاديمية والفكرية
استعاد سبدرات ذكريات بداياته العلمية، حين تم قبوله في كلية القانون بجامعة الخرطوم قبل شهور قليلة من اندلاع ثورة أكتوبر1964، ثم دراسته في الجامعة، وهي الفترة التي شكلت وعيه القانوني والسياسي. وأشار إلى ترافعه عن رموز حكم مايو ويونيو فيالمحاكم نابع من ناحية مهنية وكونه محامي ، وقدم أيضا اضاءاتتناولت فترة حكم الخليفة عبدالله التعايشي، حيث اعتبره من القادة الذين أسسوا لدولة قوية تقوم على حكم رشيد مستند إلى الشريعة الإسلامية. وأضاف أن التعايشي ظُلم كثيراً من المؤرخينالذين – في رأيه – لم ينصفوا إنجازاته ولم يقدّروا دوره التاريخي حق قدره.
وتابع سبدرات حديثه قائلاً:
0 التعليقات