عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

زول يدهشك

الصورة
نبض الكلمة
رندة المعتصم اوشي

ومحمد وردي ( زول ) يدهشك ، تستمع إلى شدوه ، يصيبك وهج،
عدوى أحاسيس حميمة ، تنتشي:
يطوي بك الدنيا وانك ههنا
تهذي ، وكأن رأسك يحلم
وردي تخطى كل معيار ، كل منسوب، كل المعادلات في اطار مبتكراته الفنية، والاجتماعية معا٠
روحه المملوء بالخير والجمال والتصالح مع النفس ، مع الآخرين٠
كان نسمة ، وشوشة سعف نخلة عالية ،عالية، في فناءات المنازل
العتيقه في (صاي)٠
كان شديد الاحتفاء بالمبدعين ، يرصف الطريق أمامهم ، يضيء
دروبهم ، كان يستقبل في داره الرحيبة براعم الغناء ، يشد من أزرها ، كان كثير الاعجاب بالشاب
المبتديء_ وقتذاك_ نميري حسين
ابن عروس الرمال ، وفي ليلة غضة،
يانعة الحسن نقلت قناة الشروق ذاك
الحفل المسحور، غص المسرح بالرواد ؛ كان وردي ونميري يغنيان
الأرجوزة (بين الريد والهوى) ، ولك أن تدهش ، هذا اللقاء ، الساحر الأعظم يلقن نميري حسين اسرار الغناء وسحره٠ هذا وردي ، ليس
غيره٠
عوض أحمودي ، كان لا يغيب ابدا عن زيارة وردي ، نهل من نبع ذلك الغدير ، كانت جلسات عديدات، ولاوتار العود بين يدي محمد وردي،حكايا ، يفعل بها ما يشاء ، بين وجد ، وحنين ، وفرح غامر
كان وقع كل هذا عظيما على عوض أحمودي ، فانتظم في سلك المريدين٠
في القاهرة التقى وردي بسيد أحمد الحردلو ، كان حينها طالبا جامعيا، قضيا أوقاتا جميله ثم عاد كلاهما للوطن ،؛كان وردي يتصفح الصحيفة اليومية ، عثر على ما اثار دهشته ، كان نصا بديعا ، غريبا
في محتواه وجرسه ، " مسدار الحردلو"٠٠هو عنوان القصيدة الانيقة، اثار دهشته أكثر اذ عرف ان شاعرها هو صديقه سيد أحمد
الحردلو ، وكانت " يا بلدي يا حبوب" التي ملأت الفضاء، هي قيمة فنية ، لوحة لخارطة الوطن وأهله٠. الم اقل ان وردي يقطف
ما يروق للناس؟
ولمحمد وردي علاقة ود وصفاء مع الباشكاتب ( ابو اللمين) ، كوكبان التقيا في فناء القلوب ، غنيا معا في ذلك المشهد ( الفديو) الذي حط عصفورا على جدار القلب؛
وفي مدينة (ود مدني السني)، ولوردي حب ووله بالمدينة واهلها ،
غنيا معا ، كان غناء طال سماع الناس له، حينها تغيرت الجغرافيا،
رسم العبقريان مدارا جديدا، بين الاستواء والجدي والسرطان، مدارا
محسوسا ، ليس وهميا ، هو قوس قزح وما فيه من مس الجمال ٠
علنا اسهبنا في سيرة الهرم الكبير، وهل يوفيه هذا؟ انها بعض تحايا
انه بث لمشاعر الوفاء ، انابة عن جمهور وردي ، وما جمهوره إلا كل
أهل السودان٠
كان ذلك الاستطراد محض محاولة ، سباحة في شط، وما بلغنا من البحر الا ساحله٠ كان شيءا من الافصاح، الاضاء الخافتة على وردي ، وتبنيه، بل تصديه للمسؤلية الفنية الاجتماعية٠
ولمحمد وردي رؤية عالية النقاء ، يسعى الى الاشعار الموحية التي
ترتقي بذائقة المتلقي ، وفي لقاء حميم التقى مع مبارك بشير ، ومن
لا يعرف مبارك بشير فقد غاب عنه كثير من ابداعات الأدب الغنائي،
مبارك بشير ، ابن (شمبات)، نيلها حدائقها التي ترفل في نعيم ، مبارك بشير لحن اسطوري ، رومانسية بتكوين فريد ، أغنيات ليس فيها وحي خيال ، هي أحاديث، تجريب من دفتر الأيام ، بثها ذلك الانسان الذي ينتمي انتماء كليا لروح اهل السودان ٠
كان صديقا حميما لمحمد وردي،
ثم التقيا في ( نسمه)٠٠
التقيكم مع وردي، ومبارك بشير
وامسيات الدفء والوفاء٠٠فهل
تنتظرون؟
شارك عبر:
img
الكاتب

إبراهيم عوض

فريق آكشن سبورت

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع